ترك برس
تعد الجزائر من أبرز شركاء تركيا في القارة الإفريقية والعالم العربي، حيث تعود جذور العلاقات إلى عهود الدولة العثمانية، فيما يعزز التعاون القائم حالياً هذه الشراكة التي تشمل الاقتصاد والسياسة الثنائية فضلاً عن التعاون في القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك.
وكتتويج لهذه الشراكة الواسعة، وصل الرئيس الجزائري، العاصمة التركية أنقرة، مساء الأحد، في زيارة رسمية تستغرق 3 أيام، وكان في استقباله فؤاد أوقطاي، نائب الرئيس التركي.
وتأتي زيارة تبون تلبية لدعوة نظيره التركي رجب طيب أردوغان، وفق بيان سابق لدائرة الاتصال برئاسة الجمهورية التركية.
وترأس أردوغان وتبون في أنقرة الإثنين، الاجتماع الأول لمجلس التعاون رفيع المستوى بين البلدين، فيما ترأس تبون إلى جانب نائب أردوغان في إسطنبول الثلاثاء، منتدى الأعمال والاستثمار التركي الجزائري.
وصرح تبون لدى وصوله إلى أنقرة، خلال لقائه ممثلين عن الجالية الجزائرية، إن علاقات الجزائر بتركيا "قوية جدا، معتبرا أن زيارته "ضرورية خاصة وأن العلاقات الثنائية عرفت تطورا ملحوظا خلال العامين الأخيرين".
كما أعرب الرئيس الجزائري، عن الاستعداد لتطويرها إلى "أعلى مستوى"، مشددا على "أهمية العلاقات بين البلدين، على جميع الأصعدة لاسيما اقتصادية، والسياسية والتاريخية".
** معاهدة التعاون والصداقة
وقعت الجزائر وتركيا في 23 مايو/ أيار 2006، معاهدة للتعاون والصداقة، وحسب مراقبين فقد أعطت هذه الاتفاقية دفعا قويا للتعاون الثنائي بين البلدين على أصعدة مختلفة.
نصت المعاهدة التي وقعها آنذاك، الرئيس أردوغان عندما كان رئيسا للوزراء، والرئيس الجزائري الراحل عبد العزيز بوتفليقة، على تطوير الحوار في الميادين السياسية والاقتصادية والثقافية والتزام الطرفين بتعزيز التعاون الاقتصادي، خاصة في مجال المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وتأسيس اجتماع سنوي رفيع المستوى بين البلدين، بحسب تقرير لوكالة الأناضول.
وصرح أردوغان آنذاك، بأن "المعاهدة ستسمح لنا بتعزيز تعاوننا في المجالات السياسية، الاقتصادية، العسكرية والثقافية"، مضيفا أن "الجزائر وتركيا دولتان شقيقتان لهما علاقات ضاربة في أعماق التاريخ وهذه المعاهدة ستؤسس لمستقبل أحسن بين البلدين".
** تعاون اقتصادي
شهدت علاقات التعاون الاقتصادي بين الجزائر وتركيا، طفرة خلال السنوات الـ16 الأخيرة، حيث أصبحت أنقرة أول مستثمر أجنبي خارج قطاع المحروقات بالجزائر.
حسب بيانات رسمية لسفارة تركيا بالجزائر، فإن أزيد من 1300 شركة تركية تنشط في البلاد، الأمر الذي ساهم في خلق ما يزيد عن 30 ألف وظيفة، في حين كان العدد مطلع القرن الحالي، 7 شركات فقط.
وشهدت الفترة ذاتها إقامة شركات تركية لأحد أكبر مصنعين للتصدير في الجزائر.
الأول أقيم بشراكة بين شركات جزائرية خاصة ومجمع "توسيالي" التركي للحديد والصلب، بولاية وهران الساحلية غربي البلاد، حيث حقق صادرات بأكثر من 700 مليون دولار في 2021، ويتطلع لتحقيق مليار دولار صادرات بنهاية العام الجاري، بحسب مسؤوليه.
كما أقام مجمع "تايبا" التركي، مصنعا للنسيج بشراكة مع مجمع شركات حكومي جزائري، بولاية غليزان (غرب)، يعد من بين الأكبر في القارة الإفريقية.
كما جددت شركة "سوناطراك" للمحروقات الجزائرية (حكومية)، عقود توريد الغاز المسال إلى تركيا عام 2018، بكميات تصل 5 مليارات متر مكعب سنويا.
وتجري حاليا أعمال تشييد مصنع للبتروكيماويات بشراكة بين "سوناطراك"، وشركة "رونيسانس هولدينغ" التركية بولاية أضنة جنوبي تركيا، لإنتاج مادة "البيلوبروبيلان" البلاستيكية، التي تدخل في عدة صناعات.
** تنسيق دبلوماسي حول ليبيا وفلسطين
وبرز الملف الليبي كواحد من القضايا التي نسقت فيها الجزائر وتركيا في إطار مساعي إيجاد حل سياسي، إلى جانب تنسيق المواقف بشأن التطورات الحاصلة في فلسطين.
وخلال زيارة الرئيس التركي إلى الجزائر، نهاية يناير/ كانون الثاني 2020، قال الرئيس عبد المجيد تبون حينها إن هناك اتفاق تام مع الرئيس أردوغان على إتباع مخرجات اجتماع برلين بشأن ليبيا لتحقيق السالم في البلد الجار.
وشهر أغسطس آب الماضي، أكد وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة خلال مؤتمر صحفي مع نظيره التركي شاووش أوغلو الذي زار البلاد على تطابق وجهات النظر بين تركيا والجزائر حيال القضية الفلسطينية.
وشدد أن لدى البلدين رغبة وحيد وهي إقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس بأسرع وقت.
من جهته قال تشاووش أوغلو إنه بحث مع نظيره الجزائري أيضًا قضايا إقليمية ودولية، مثل ليبيا وتونس والساحل.
وزاد: "أود أن أقول بكل سرور إن وجهات نظر الجزائر وتركيا متطابقة بشأن هذه القضايا".
وشدّد على أن تركيا ترى أن الدور الجزائري مهم جدا ومفيد لضمان سلام المنطقة واستقرارها.
وأردف: "اتفقنا على العمل معًا في كل هذه القضايا التي تحدثنا عنها".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!