ترك برس-الأناضول
توالت الأخبار والتصريحات في الآونة الأخيرة، حول سعي كلّ من فنلندا والسويد للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو)، وبالتزامن معها تتالت المواقف الإقليمية والدولية، التي انقسمت بين مؤيّد ومعارض.
* مخاوف مشروعة
في جديد المواقف من هذه القضية، أكدت إستونيا أنها تأخذ على محمل الجد مخاوف تركيا المتعلقة بانضمام فنلندا والسويد إلى الناتو.
وبهذا الصدد، قال جوناثان فسيفيوف، الأمين العام لوزارة الخارجية الإستونية، إن بلاده "تقرّ بشرعية مخاوف أنقرة من ناحية المبدأ".
جاء ذلك في مقابلة أجرتها معه وكالة الأناضول، على هامش زيارة رسمية له إلى العاصمة التركية أنقرة، قبيل قمة مرتقبة لقادة الدول الأعضاء بالناتو، في العاصمة الإسبانية مدريد.
وقال إنه سيبحث مع المسؤولين الأتراك الملفات المتعلقة بالحلف.
وأضاف فسيفيوف أنه "إذا كانت تركيا تشعر بتهديد يطالها، فإن على الدول الأخرى الأعضاء في الناتو الشعور بالتهديد ذاته، انطلاقاً من مبدأ الحلف الذي يقول إن الجميع للواحد، والواحد للجميع."
وأكد أنه في هذا الإطار، فإن إستونيا تأخذ على محمل الجد، المخاوف التركية وتقدم الدعم اللازم من أجل التوصل إلى حل في هذا الخصوص.
وشدد فسيفيوف على ضرورة التعاون الدفاعيّ بين حلفاء الناتو في ظلّ الحرب المتواصلة في أوكرانيا.
وأشار إلى أن إستونيا تقع على الحدود الشمالية للناتو، فيما تركيا على الحدود الجنوبية.
وبيّن فسيفيوف أنه بالرغم من البعد الجغرافي بين البلدين، إلا أنهما يتقاسمان بعض المخاوف الأمنية.
وتوقّع أن تساعد زيارته إلى تركيا في "تعزيز التعاون الوثيق في الملفات المتعلقة بحلف شمال الأطلسي".
من جهة أخرى، أعرب فسيفيوف عن دعم بلاده الكامل لعضوية فنلندا والسويد في الناتو.
وأشار إلى مواصلة البلدين مباحثاتهما مع تركيا، تزامناً مع إعلان الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرغ، دعم هذه المباحثات.
* دور تركي منفرد لوقف الحرب
من جانب آخر، شدّد الدبلوماسي الإستوني على أهمية اللقاءات التي سيجريها في أنقرة، من حيث فهم طبيعة المواقف التركية والإستونية تجاه الحرب الدائرة في أوكرانيا.
وفي هذا المجال، قال فسيفيوف إنه من الضروري في المرحلة الأولى "وقف الحرب".
ودعا إلى ذلك "عبر هزيمة قطعية للطرف المعادي" في إشارة إلى روسيا.
وحذّر من أنه "في حال عدم هزيمة الطرف المعادي، فإنه سيواصل اعتداءاته في مناطق أخرى أيضاً، وهو ما لا نستطيع تحمّله."
ورأى فسيفيوف أن أوكرانيا لا تتعرض وحدها للاعتداء، بل معها "جميع المبادئ الأوروبية والأمن الدولي".
ولفت إلى الدور المنفرد الذي يمكن أن تتبنّاه تركيا وإستونيا بوقف الحرب الدائرة في أوكرانيا، مشدداً في الوقت ذاته على أن وقف الحرب هذه مهمة تقع على عاتق المجتمع الدولي.
وشدد فسيفيوف على ضرورة أن "تدفع روسيا ثمن اعتدائها"، ووقفها عن الاعتداء على حليفٍ للناتو.
وأكد على أهمية الدور التركي في الحرب الدائرة بأوكرانيا، بصفتها حليفة في الناتو وجارة لكل من روسيا وأوكرانيا في البحر الأسود، فضلاً عن موقعها الجيوسياسي.
وفي 18 مايو/ أيار الماضي، تقدمت السويد وفنلندا بطلب رسمي للانضمام إلى الناتو، بعد أن سرّعت الحرب الروسية ضد أوكرانيا باتخاذ قرار المضيّ بهذا المسار.
وفي المقابل، ترفض أنقرة انضمام البلدين المذكورين إلى الحلف، بسبب دعمهما لتنظيمات إرهابية (بي كي كي PKK / بي واي جي YPG).
وسبق أن أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن موافقة تركيا على انضمام السويد وفنلندا إلى الناتو مرهونة بمدى مراعاة هذين البلدين لمخاوف أنقرة الأمنية.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!