كورطولوش تاييز – صحيفة أكشام – ترجمة وتحرير ترك برس
خرج تحالف حزب الشعوب الديمقراطي وحزب الشعب الجمهوري وحزب الحركة القومية من انتخابات 7 حزيران بصورة أقوى، بعدما حصل على دعم مكثف من المؤسسات الإعلامية الدولية مثل BBC ونييورك تايمز والغارديان والاكونوميست وغيرها.
ازدادت نسبة حزب الحركة القومية 3% مقارنة مع انتخابات عام 2011، كما وأعلن حزب الشعب الجمهوري نفسه منتصرا برغم تراجع نسبته، حيث أصبح حزب الشعب الجمهوري الحزب الأبرز لسيناريوهات التحالف الممكنة.
أما بالنسبة لحزب العدالة والتنمية، فقد خرج من هذه الانتخابات بخسارة في شعبيته برغم تجاوزه لأقرب منافسيه بفارق 15% وحصوله على نسبة تقارب 40%، وتلقى ضربة موجعة كحزب حاكم لأول مرة منذ 13 عاما.
وقادت نتائج هذه الانتخابات تركيا إلى بوابة مرحلة التحالفات، وهذا بحد ذاته نتيجة سيئة للانتخابات، فالوضع السياسي المبهم والغامض سيؤثر بصورة مباشرة وسريعة وبصورة سلبية على الاقتصاد، وعلى ما يبدو من الصعب جدا أنْ تتفق الأحزاب السياسية بصورة سريعة لتخرج من هذا الوضع.
كان من المنتظر أنْ لا يصبح "انتصار" المعارضة في هذه الانتخابات سببا في توجه الدولة التركية نحو كارثة سياسية واقتصادية، لكن الواقع للأسف يشير إلى غير ذلك، فأثناء احتفالات حزب الشعوب الديمقراطي وحزب الشعب الجمهوري وحزب الحركة القومية، توجهت الأعين نحو حركة البورصة، فزيادة قوة هؤلاء وثبات النظام والوضع الحالي قد يقود تركيا خطوة بخطوة نحو الغموض السياسي ونحو أزمة اقتصادية.
الفائز في هذه الانتخابات بلا شك هو حزب الشعوب الديمقراطي، وعلينا إعطائه حقه، فقد انضم عنصر فاعل جديد في السياسة التركية، لكن علينا أيضا أنْ لا ننكر أنّ هذا النجاح مبنيٌ على علاقات وتحالفات غير مشروعة، فلا يمكن لأحد إنكار أنّ صلاح الدين دمرطاش وحزبه قد تم دعمهم من قبل الإعلام الأمريكي والبريطاني والإسرائيلي ومن قبل التنظيم الموازي.
كما أننا نعرف أنّ كمال كلتشدار أوغلو قد أعطى الضوء الأخضر لجزء من مؤيدي حزب الشعب الجمهوري للتصويت لحزب الشعوب الديمقراطي، ولهذا فإنّ فوز الحزب في هذه الانتخابات تحت هذه الشروط، يتطلب منه إعادة النظر في سياسته وتحالفاته وطرق الوصول إلى إنجازه.
والنجاح الآخر في هذه الانتخابات، يتمثل بزيادة ارتباط تحالف المعارضة بمراكز القوى الخارجية، فلا يمكن لتحالف حزب الشعوب الديمقراطي وحزب الشعب الجمهوري وحزب الحركة القومية التحرك بعزلة عن محيط هذه القوى الخارجية، فهم سيتحركون بعد الآن كما يريد العالم، وأنا أؤمن أنّ الشعب سيدرك ذلك خلال فترة وجيزة، وسيتوجه مجددا نحو حزب العدالة والتنمية.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس