ترك برس
بدأت في إسطنبول تحضيرات إنشاء مركز تنسيق ممر الحبوب الذي سيشرف على تنفيذ الاتفاق الذي أبرم بين روسيا وأوكرانيا بوساطة تركية وأممية، حيث من المقرر أن يترأسه أميرال تركي ويضم ممثلين عن موسكو وكييف.
وفي تقرير لها، قالت قناة "سي أن أن" التركية، السبت، إن مركز تنسيق معبر الحبوب الأوكرانية في مدينة إسطنبول سيرأسه في الوقت الحالي أميرال بحري تركي وسيضم فريق التنسيق 20 موظفا من الأطراف المعنية.
وأفادت القناة حسب المعلومات التي حصلت عليها من مصادر تركية، بأن التحضيرات لإنشاء المركز مستمرة، حيث سيكون مقره في جامعة وزارة الدفاع التركية بمدينة إسطنبول في الوقت الحالي، فيما وصل بالفعل بعض العاملين بالمركز لاستكمال التحضيرات التقنية والفنية.
ولفتت إلى أن فريق العاملين المؤلف من 20 شخصا مدنيا وعسكريا، يمثلون 4 أطراف هي روسيا وأوكرانيا وتركيا والأمم المتحدة، على أن يكون رئيس الفريق حاليا أميرالا من تركيا. وينتظر استكمال التحضيرات وبدء العمل بالمركز خلال الأسبوع المقبل، حيث تتم التجهيزات في مقر الجامعة حالياً.
وعن آلية العمل في المركز، قالت القناة إن الموظفين الروس والأوكرانيين سيعملون بغرف وأقسام مستقلة عن بعضها البعض دون أن يكون هناك أي لقاء فيما بينهم، ودون أي تواصل مباشر بين الطرفين، بحسب ما نقله "العربي الجديد."
وأكملت أنه في حال حصول أي طارئ أو مشكلة تحتاج حلا ولقاء بين الأطراف، عندها يمكن للطرفين الروسي والأوكراني اللقاء بحضور بقية الأطراف للتوصل إلى حلول لتلك المشاكل الطارئة.
وبحسب القناة، فإن مركز التنسيق سيحوي غرفة عمليات خاصة لمراقبة حركة السفن العابرة من الموانئ الأوكرانية باتجاه البحر الأسود وصولا إلى إسطنبول تنفيذا للاتفاقية الموقعة بين الأطراف.
والسبت، أفادت وزارة البنية التحتية الأوكرانية، بأن موانئ تشورنومورسك وأوديسا ويوجني التي ستستخدم لتصدير الحبوب، ستعمل في غضون أسبوعين.
وذكرت الوزارة في بيان، أن أولى السفن يمكن أن تغادر من الموانئ الثلاثة في غضون 4 أيام، وأن هذه الموانئ ستعمل بكامل طاقتها في غضون أسبوعين.
وفي سياق متصل، كشف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، مؤخراً، تفاصيل متعلقة بآلية تفتيش السفن المحمّلة بالحبوب الأوكرانية.
وقال لافروف خلال اجتماع مع الممثلين الدائمين للدول الأعضاء في جامعة الدول العربية، على هامش زيارته إلى مصر، إن طرفا ثالثا سيشارك في حراسة السفن المحملة بالحبوب الأوكرانية في البحر الأسود إلى جانب روسيا وتركيا، موضحا أنه سيتم تحديده لاحقا.
وأضاف: "في إسطنبول، تمكنا من التوصل إلى اتفاق: أوكرانيا تقوم بإزالة الألغام، وتطلق السفن إلى البحر، وروسيا وتركيا، ومشارك آخر، سيتم تحديده، يرافقون السفينة إلى مضيق البوسفور".
وأشار لافروف إلى أن مذكرة روسيا والأمم المتحدة، الموقعة بالتزامن مع الاتفاقيات في إسطنبول، "تلزم الأمين العام للأمم المتحدة ببدء العملية، وإقناع الدول الغربية وحملها على اتخاذ قرار بشأن إزالة جميع القيود" المفروضة على تصدير الحبوب الروسية، وفقاً لما نقلته وكالة "RT" الروسية.
وشدد الوزير الروسي على أنه بالرغم من عدم خضوع الغذاء بشكل مباشر للقيود المعادية لروسيا، فقد فرضت قيود على إمكانية دخول السفن الروسية التي تحمل مواد غذائية إلى الموانئ الأجنبية والسفن الأجنبية التي تدخل الموانئ الروسية للحصول على الحبوب، وكذلك آليات الدفع والتأمين. وقد أدى ذلك إلى تفاقم أزمة الغذاء العالمية.
والجمعة، وقعت روسيا وأوكرانيا وبوساطة تركية وأممية، اتفاقاً يحدد آلية تصدير الحبوب عبر البحر الأسود إلى أنحاء العالم، وذلك في مراسم حضرها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، فضلاً عن أعضاء الوفدين الروسي والأوكراني.
ووقع وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو على الاتفاق بشكل منفصل مع نظيره التركي خلوصي أكار، وبعد ذلك وقع وزير البنى التحتية الأوكراني ألكسندر كوبراكوف على الاتفاقية مع الوزير التركي بإشراف الأمين العام للأمم المتحدة.
ووفقا للاتفاق، سيُستأنف تصدير الحبوب الأوكرانية من 3 موانئ في مقاطعة أوديسا جنوب أوكرانيا والمطلة على البحر الأسود وهي أوديسا وتشورنومورسك ويوجني.
وينص الاتفاق على إنشاء مركز مشترك للتنسيق والقيادة مقره إسطنبول للإشراف على سير العمليات وحل الخلافات، وسيشارك في المقر الطرفان المتحاربان ومسؤولون من تركيا والأمم المتحدة.
وتعد أوكرانيا وروسيا من بين أكبر الدول المصدرة للمواد الغذائية في العالم، وتخضع موانئ أوكرانيا -بما فيها ميناء أوديسا الرئيسي- لحصار يفرضه أسطول روسيا في البحر الأسود.
ويوجد نحو 20 مليون طن من الحبوب العالقة في صوامع في أوديسا، حيث تقطعت السبل بعشرات السفن بسبب هجوم موسكو الذي تصفه بأنه "عملية عسكرية خاصة".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!