ترك برس
عاش وزير الخارجية الأمريكي أنطوني بلينكن، الاثنين، لحظات حرجة خلال لقائه نظيره التركي هاكان فيدان، بالعاصمة أنقرة.
ووصل بلينكن إلى أنقرة في وقت متأخر من الأحد لإجراء محادثات مع نظيره التركي هاكان فيدان، في ظل استمرار الحرب بين إسرائيل وفلسطين منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وخلال لقائهما في مقر وزارة الخارجية التركية بأنقرة، بادر بلينكن لمعانقة فيدان بعد مصافحتهما، إلا أن الأخير رفض ذلك، في موقف محرج ظهرت آثاره على وجه الوزير الأمريكي في تلك الأثناء وخلال التقاط صورة مشتركة أيضاً.
وفي المطار لم يكن في استقبال بلينكن، الذي سبق أن انتقده الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بسبب موقفه "المتحيز" تجاه التصعيد الفلسطيني الإسرائيلي، سوى سفير واشنطن في أنقرة جيفري فلاك، ومدير شؤون السياسة الثنائية مع أمريكا في الخارجية التركية يبرق بلقان ونائب والي أنقرة نامق كمال ناظلي، إضافة إلى غياب الإضاءة وسجّاد الاستقبال الرسمي عند نزوله من الطائرة.
ووصف أحد الصحفيين الأتراك المشهورين ذلك بأنه كان "استقبالا أنيقا للغاية"، فيما أشار بعض مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي في تعليقتهم إلى أن "ذلك هو ما يستحقه بلينكن".
وتجمع ناشطون مؤيدون لفلسطين أمام مقر السفارة الأمريكية في أنقرة احتجاجا على وصول بلينكن إلى تركيا.
وعلى الطريق الرابط بين مطار "أسنبوغا" بأنقرة ومقر إقامة بلينكن، علق مواطنون صورة المتحدث باسم "كتائب القسام" الفلسطينية أبو عبيدة.
وتأتي زيارة بلينكن فيما يتصاعد غضب تركيا ورئيسها ضد إسرائيل والغرب.
واختار أردوغان من جهته، زيارة منطقة نائية في شمال شرق البلاد الاثنين في قرار بدا أنه ازدراء لبلينكن، بحسب وكالة "RT" الروسية.
وتأتي زيارة بلينكن في في إطار جولة سريعة له في الشرق الأوسط شملت إسرائيل والأردن والعراق والضفة الغربية المحتلة حيث أجرى الأحد محادثات مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.
وفي 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 أعلنت حركة المقاومة الفلسطينية (حماس) وفصائل أخرى في المقاومة الفلسطينية، إطلاق عملية أسمتها "طوفان الأقصى" ضد أهداف إسرائيلية في غلاف قطاع غزة التي تعاني من حصار مطبق منذ سنوات.
إسرائيل وأمام مباغتة المقاومة الفلسطينية لها، ردت على "طوفان الأقصى" بإطلاق ما أسمته "عملية السيوف الحديدية"، قصفت بموجبها المناطق السكنية وأهداف حماس في قطاع غزة ومحيطها، في محاولة منها لردع العملية الفلسطينية وإيقافها.
وخلّفت الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة، آلاف القتلى وعشرات آلاف الإصابات بين المدنيين، وسط تحول القطاع إلى ما يشبه الدمار والركام، وحديث عن إخلاء القطاع من سكانه وإجلائهم نحو الجنوب قرب الحدود مع مصر.
ومنذ اللحظة الأولى لتصاعد التوتر الفلسطيني الإسرائيلي، أكدت تركيا وعلى لسان كبار مسؤوليها على ضرورة وقف إطلاق النار بأقرب وقت حقناً للدماء وتجنباً لمزيد من الضحايا المدنيين، فيما أكد رئيسها رجب طيب أردوغان على أن الحل لتحقيق السلام في المنطقة وفي فلسطين يمر عبر تأسيس دولة فلسطين المستقلة ذات السيادة بحدود 1976 وعاصمتها القدس.
وأمام تصعيد إسرائيل من هجماتها تجاه المدنيين في غزة وعدم استجابتها لمطالب وقف إطلاق النار، صعّدت تركيا ورئيسها أردوغان من موقفها ضد إسرائيل متهمة إياها بـ "ارتكاب المجازر والإبادة الجماعية" في غزة، قبل أن تعلن في 4 نوفمبر/ تشرين الجاري استدعاء سفيرها في تل أبيب إلى أنقرة "للتشاور" رداً على المجازر الإسرائيلية بالقطاع.
وأرسلت تركيا حتى الآن عدة طائرات إلى مصر، محملة بمساعدات مختلفة لسكان غزة، إلى جانب فريق من الأخصائيين الطبيين الذين سيقومون بالتحضيرات اللازمة من أجل بناء مشافي ميدانية تركية في معبر رفح وفي مطار العريش بمصر، لعلاج الجرحى الفلسطينيين.
بدورها، أعلنت جمعية الهلال الأحمر التركي تكفّلها بسد احتياجات الطاقة الكهربائية للمشافي وسيارات الإسعاف في غزة، طيلة شهر كامل، فيما تواصل منظمات إغاثية تركية إطلاق حملات لدعم ومساعدة سكان غزة.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!