ترك برس
أكد وزير الدفاع التركي يشار غولر، أن قيام تركيا بعمليات من أجل أمن أراضيها وشعبها وحدودها هو حقها الطبيعي بموجب القانون الدولي والدفاع المشروع.
جاء ذلك خلال مقابلة مع شبكة الجزيرة القطرية ردا على سؤال حول أهداف العمليات العسكرية التركية في العراق وسوريا، ومستقبل وجود تركيا العسكري في شمالهما.
وفي ديسمبر/كانون الأول الماضي، تعرضت القواعد العسكرية التركية على الحدود العراقية والسورية لهجمات من قبل تنظيم "بي كيه كيه" (PKK)، مما أسفر عن مقتل العديد من الجنود الأتراك. على إثر ذلك، أطلقت أنقرة عمليات عسكرية عبر الحدود في كل من سوريا والعراق.
من ناحية أخرى، تبذل تركيا جهودا دبلوماسية وإعلامية نشطة بشأن حرب إسرائيل ضد الفلسطينيين، وقد اتخذت خطوة مهمة عبر تقديم العرض "الضامن" لقطاع غزة لحل المشكلة. ومع ذلك، لم يتم بعد الحصول على رد ملموس من دول المنطقة على هذا المقترح.
وقدّم كل من الرئيس رجب طيب أردوغان ووزير الخارجية هاكان فيدان تصريحات عدة بشأن المجزرة المستمرة في غزة.
وأشار غولر إلى أن "تركيا منذ سنوات في صراع حازم ومستمر ضد تنظيم "بي كيه كيه" (PKK) "الإرهابي" وامتداداته التي تستهدف مواطنينا وقواتنا الأمنية، وتهددنا وتشكل تهديدا كبيرا لسكان المنطقة".
وتابع: "لكنّ هذا التنظيم يتلقى للأسف دعم بعض الدول ليصبح دُمية. وعند الحديث عن عملياتنا في المنطقة، تجدر الإشارة إلى أنه منذ عام 2015، استغلت الجماعات الإرهابية ومؤيّدوها عدم الاستقرار في العراق وسوريا".
وأوضح أنه "في شمال العراق، حيث تغيب إرادة الدولة، كثّف التنظيم أنشطته الإرهابية ضد بلادنا بإنشاء مناطق آمنة له. وفي سوريا، بعد الحرب الأهلية، واصل الإرهابيون جهودهم لإنشاء هياكل فعلية في المنطقة، بالإضافة إلى شنّ هجمات مستمرة ضد بلادنا".
"في هذا الإطار، بدأنا عام 2016 إجراء تغيير شامل في مفهومنا لمكافحة الإرهاب، وشرعنا في تطبيق إستراتيجية تأمين حدودنا مسبقا والقضاء على الإرهاب من منبعه. ومن خلال العمليات التي نفذناها في شمال سوريا والعراق، وفرنا أمن حدودنا وشعبنا الكريم، كما كسرنا الممر الإرهابي الذي كانوا ينوون إنشاءه في جنوب بلادنا".
وقال: "أؤكد أن هدفنا الوحيد في العمليات التي نقوم بها هو الإرهابيون. جميع عناصر تنظيم "بي كيه كيه" (PKK) واتحاد مجتمعات كردستان، وقوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية الشعب، وتنظيم الدولة في سوريا والعراق، التي تشكل تهديدا لبلدنا وشعبنا، هي أهدافنا المشروعة كما كانت من قبل.
كما لا تُعتبر جميع العمليات التي نفذناها ضد التنظيمات في شمال العراق وسوريا نشاطا ضد سيادة الدول المعنية، بل تعاونا دوليا في إطار مكافحة الإرهاب".
ولفت إلى أن موقف بلاده "واضح بشأن مكافحة التنظيمات الإرهابية. فعندما تنتهي التهديدات والمخاطر التي تتعرّض لها بلادنا من شمال هذين البلدين، وعندما يتم إرساء بيئة سلام وأمان، سنفعل ما هو ضروري مثل أي طرف آخر عندما تتوفر الظروف اللازمة".
وتابع: "حاليا، تمت السيطرة على 63% من حدودنا مع سوريا، و100% مع العراق. ومن خلال هذا الحزام الأمني، تم قطع الممر الإرهابي وتقليل نقل الإرهابيين والهجمات إلى أراضينا إلى الصفر، ومنع الهجرة غير النظامية.
أما في المنطقة المتبقية، فمن الضروري الوفاء بالوعود التي قطعناها في إطار الاتفاقيات التي عقدناها مع الولايات المتحدة وروسيا.
ومثلما أعرب رئيسنا أردوغان، فإن قيام تركيا بعمليات من أجل أمن بلادنا وشعبنا وحدودنا هو حقها الطبيعي بموجب القانون الدولي والدفاع المشروع. ولا ينبغي أن يكون هناك شك في أن القوات المسلحة التركية ستفعل ما يلزم، مثلما فعلت حتى الآن، في المكان والزمان المناسبين.
كما أن مقاومتنا الحاسمة ضد الإرهابيين ستستمر حتى اقتلاعهم من أراضينا القديمة. وسيتم تدمير أي تهديد إرهابي، أو معسكر، أو ملجأ، أو تشكيل أو تجمع بشكل دائم. وأؤكد أنه مهما كان الدعم والحجة أو السبب، فلن نسمح أبدا بإنشاء ممر إرهابي على طول حدودنا الجنوبية".
وردا على سؤال حول الهجمات الإرهابية على القواعد العسكرية التركية في العراق وسوريا، قال غولر:
حتى الآن، قمنا بشن عمليات ناجحة داخل الحدود وخارجها، وألحقنا أضرارا بالغة بالمنظمات الإرهابية، وأوصلنا قدرتها على الحركة إلى نقطة النهاية. ومن خلال عملية "قفل المخلب" التي نفذتها القوات المسلحة التركية، أمّنا حدودنا مع العراق بالكامل وأقفلنا الباب.
وفي عملياتنا الناجحة في العراق وسوريا، تم تحييد العديد من العناصر، بما فيهم قادة بارزون من تنظيم "بي كيه كيه" واتحاد مجتمعات كردستان. وتم تدمير مراكز الأسلحة واللوجيستيات التابعة لهذه التنظيمات، ومُنع الإرهابيون من نقل الأسلحة والذخيرة إلى حدودنا.
لهذا السبب، بدأ "بي كيه كيه" واتحاد مجتمعات كردستان الإرهابية، التي تعرّضت لأضرار جسيمة في الآونة الأخيرة وواجهت صعوبة في توفير أفراد، شنّ هجمات على مناطق العمليات الخاصة بنا، مستفيدة من الظروف القاسية للتضاريس والشتاء.
كما أدى وصولنا إلى منطقة "زاب"، مركز الإرهابيين، إلى زيادة حالة الذعر في التنظيم، وبدأ الإرهابيون المحاصرون تماما المقاومة في محاولة يائسة. ورغم أن هذا التنظيم لا يزال يحاول إظهار أنه أداة مفيدة لداعميه وإثبات وجوده، فإن جهوده عبثية، لأن قبضة جنودنا الفولاذية ستضرب رؤوس الإرهابيين بشكل أقوى في كل مرة.
بعد الهجمات الأخيرة التي شنّها الإرهابيون على مناطقنا العسكرية في شمال العراق، دفنّا الذين حاولوا التسلل إلى مناطقنا في أماكنهم. ونفّذنا ضربات جوية فعالة وشاملة في شمال العراق وسوريا، ودمرنا بنجاح أهدافا عدة تابعة للتنظيمات الإرهابية. سنواصل كفاحنا حتى يتم تحييد آخر إرهابي، دون أن نتراجع أبدا.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!