ترك برس
شهدت المسلسلات التركية التي تعرض على شاشات القنوات المحلية مؤخراً، تغيراً جذرياً في المواضيع التي تتناولها، حيث انتقلت إلى تصوير العلاقة بين الفئة المحافظة والعلمانية من المجتمع التركي بعد أن كانت تركز خلال السنوات الأخيرة على الحكايات التاريخية والقصص الغرامية.
ويواصل الجمهور التركي مشاهدة مجموعة من الأعمال الاجتماعية التي تركّز في قصتها بشكل أساسي على العلاقة بين المحافظين والعلمانيين وتصف الأسس الاجتماعية المشتركة التي يمكن أن يجتمعوا عليها مثل مسلسل "Kızılcık Şerbeti" (شراب التوت) و"Bahar" (الربيع) وKızıl Goncalar (براعم الورد الأحمر)، وجميع هذه الأعمال تتعرض للكثير من الانتقادات على اعتبار أنها تتعدى على بعض الطوائف وتحمل الكثير من التطرف في معالجة بعض القضايا، وفقاً لما نقله تقرير لموقع "العربية".
ورغم المشاكل التي رافقت العمل في البداية، يستكمل عرض مسلسل "براعم الورد الأحمر" من بطولة أوزجان دينيز وأوزغو نامال واركان افجي ويحقق أعلى نسبة مشاهدة ويتصدر الترند على مواقع التواصل الاجتماعي في تركيا.
وقد استكمل التصوير بعد قرار مفاجئ من محكمة اسطنبول قررت خلاله تعليق البث بعد عرض حلقتين فقط منه على اعتبار أنه مخالف "للقيم الوطنية والروحية للمجتمع" ويثير حفيظة وغضب المحافظين في البلاد، إلا أنه تم تسوية الأمر وأعيد عرضه مجدداً وهو الآن يحتل المرتبة الأولى في تصنيف المسلسلات في تركيا.
وتدور أحداث المسلسل حول الاختلافات بين الجماعات العلمانية وتلك الدينية المحافظة في تركيا. ويسلط الضوء على نمط الحياة المنعزلة إلى حد كبير، للمجتمعات أو الطوائف الإسلامية في البلاد، من خلال قصة اللقاء بين مريم المنضوية التي تعيش في بيئة محافظة والطبيب النفسي العلماني ليفانت الذي يؤمن بمبادئ أتاتورك.
من ناحية أخرى، تدور قصة "شراب التوت" الذي كتبته السناريست ميليس جيفيليك، حول مجموعة من الأحداث التي تبدأ بعد زواج البطلين، ويسلط المسلسل الضوء على الصعوبات التي تواجه عائلتي الزوجين لأنهما تختلفان عن بعضهما البعض في المستوى الاجتماعي والفكري وما ينتج عنها من سلبيات وايجابيات تؤثر في حياتهم.
ويتعرض هذا العمل للكثير من الانتقادات على اعتبار أنه يناقش بعض المفاهيم الدينية والمعتقدات بطريقة لا تناسب أغلبية الأشخاص. ورأى الناقد الفني أورهان شينر ديلي أورمانلي في مقطع فيديو نشره على السوشيال ميديا أن "حركة الإسلام السياسي تعاني من عقدة اللاوعي في جوهرها، لذا فإن الحركات الإسلامية تحاول دائماً الاستيلاء على الدولة ويحاولون تنظيم الحياة الاجتماعية وفقاً لذلك وهذا يتعارض مع الأسس التي تأسست عليها الجمهورية التركية والتي أتت نخبها في الغالب من البيروقراطية العثمانية القديمة أو الأثرياء وأبناء الباشوات وهذا يؤثر على الذوق العام على المدى البعيد من خلال تكرار هذه الأفكار في المسلسلات".
وعلى الصعيد التاريخي، يحقق المسلسل التاريخي "عزيز محمود هدايي" من بطولة روزجار أكصوي انتشاراً واسعاً، وهو يسلط الضوء على حياة أحد أبرز الشخصيات الروحانية والقضائية في الإمبراطورية العثمانية وفي عهد السلطان بن سليم الأول والذي تم تعيينه قاضياً وصياً من القاهرة إلى بورصة.
وينافسه في الأعمال التاريخية بنسب مشاهدة عالية مسلسل فاتح القدس صلاح الدين الأيوبي من بطولة أوغور غونيش وديلين دوغير وكان شاكير ومحمد علي نور أوغلو، ويتناول قصة صلاح الدين الأيوبي كحاكم مسلم في القرن الثاني عشر، وفتحه للقدس. كما يتطرق الكتاب إلى تحدياته وصراعاته ضد "الصليبيين"، فضلاً عن طموحه إلى توحيد أراضي المسلمين في سوريا وشمال بلاد ما بين النهرين وفلسطين ومصر تحت قيادته.
ومن الأعمال الدرامية الرومانسية الخفيفة المحببة للجمهور، يعرض مسلسل "الأزهار البرية" خلال شهر رمضان والذي يتناول قصة حبيبين فرقتهما الحياة، قبل أن يلتقيا بالصدفة مجدداً ويقررا إكمال السطور الناقصة من قصة حبهما الناقصة، بالرغم من كل الصعوبات التي يواجهونها خلال رحلة حبهم الشيقة. ويعرض خلال الشهر الفضيل أيضاً مسلسل Arjen من بطولة تولغهان سيشمان وايزجي ايوب اوغلو وهو من نوع الأكشن ويعرض على منصة Gain التركية، ويحظى بنسبة مشاهدة عالية في البلاد، ومن المتوقع أن يعرض على القنوات العربية نظراً لاهتمام الجمهور العربي بهذا النمط من الأعمال.
وبالروحية نفسها يستكمل عرض مسلسل "الغدار" من بطولة شاتاي اولسوي وأونور صايلاك وسمية آيدوغان، وهو يروي قصة جندي يعود إلى منزله من الحرب ليجد صديقته مفقودة، وعائلته مفككة، والجريمة تجتاح الحي، فيصبح قاتلاً محترفاً لحماية أحبائه.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!