ترك برس

أدلى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بتصريحات قوية ضد قادة الدول الغربية وإسرائيل خلال استقباله المشاركين في ورشة عمل لتدريب وتعزيز إمكانيات الاتحاد الدولي للديمقراطيين في قاعة المعارض بالمجمع الرئاسي بالعاصمة أنقرة.

أشار الرئيس أردوغان إلى أن هناك تمييزًا في أوروبا بشأن مكافحة جرائم الكراهية حيث تأتي هوية الضحية وليس الجريمة نفسها في المقدمة، وتلعب دورا حاسما في الحادثة، وقال إن "الحساسية تجاه معاداة السامية لا يتم إظهارها للأسف إزاء الهجمات الناجمة عن معاداة الإسلام والعنصرية".

ولفت الرئيس أردوغان إلى أن الجميع يعلم أن معظم الهجمات العنصرية ضد المسلمين والمهاجرين يتم التستر عليها في مرحلة التحقيق، لافتا إلى تجاهل الأعمال الإرهابية التي تستهدف القرآن الكريم من خلال وضعها في فئة "حرية الفكر".

وشدد الرئيس أردوغان على أنه من الممكن زيادة عدد الأمثلة على مثل هذه المعايير المزدوجة، وأردف قائلا: "الحقيقة التي سيقبلها كل من يتابع التطورات في أوروبا هي أن إرهاب النازيين الجدد الذي يتغذى على كراهية الأتراك والمسلمين وصل لمستويات تهدد حياة مواطنينا وأمنهم وممتلكاتهم. إن حماية الدولة بنفسها للحركات اليمينية المتطرفة في بعض البلدان الأوروبية تعد كارثة حقيقية وعار وفضيحة للديمقراطيات الغربية".

"تركيا في صدارة الدول التي تقدم أكبر مساعدات إنسانية لغزة"

قال الرئيس أردوغان، "ليس من الصدفة أن تتصاعد الحملات التي تستهدفني أنا وبلدي. هذه الحملات ليس لها سوى هدف واحد، وهو إسكاتي وإسكات وتركيا. لأن تركيا أبدت موقفا ذكيا وشجاعا ليس فقط فيما يتعلق بمسألة معاداة الإسلام وكراهية الأجانب، ولكن أيضا بشأن أزمة غزة المستمرة منذ 7 أشهر، ونحن الدولة الأكثر تقديما للمساعدات الإنسانية لغزة بما يقارب 50 ألف طن ".

وأفاد أنه وحكومته أبقوا الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل بغزة في صدارة الأجندة ويواصلون التمسك بهذا الموقف على كافة الأصعدة، وأردف قائلا: "نحن نتمسك بهذا الموقف رغم كل الضغوط التي يمارسها اللوبي الصهيوني العالمي. وما زلنا نسمي الظالم ظالمًا، والمظلوم مظلومًا، بغض النظر عن هويته ومعتقده. "إننا نتابع بحذر السياسات المنافقة حيال مجازر غزة التي ينتهجها المسؤولون الغربيون الذين طالما لقنوننا دروسا في الديمقراطية والحرية".

كما نوه الرئيس أردوغان، إلى أن أي زعيم غربي لم يُبدِ رد فعل على المشاهد الوحشية باستثناء قلة من ذوي الضمائر الحية، ولم يخرج صاحب قلب شجاع ليقول لإسرائيل: كفى لقد طفح الكيل، مضيفا: " ولعدة أشهر لم تكن لديهم حتى الشجاعة للدعوة إلى وقف إطلاق النار، وكأن شيئاً لم يحدث ولم يموت 35 ألفاً من الأبرياء، واستمروا في الوقوف إسرائيل وتقديم الدعم الدبلوماسي والعسكري لها".

"نريد منطقة تعيش فيها جميع الأديان في سلام وهدوء"

أشار إلى أن الطلاب والأكاديميين "ذوي الضمير الحي" ومنهم اليهود المناهضون للصهيونية، تظاهروا في بعض الجامعات الأمريكية المرموقة رفضاً للمجازر الإسرائيلية في غزة، وتابع قائلا: "هؤلاء الناس يتعرضون للعنف والقمع وحتى التعذيب لمجرد أنهم يقولون: أوقفوا المجازر في غزة. يتم طرد رؤساء الجامعات والأساتذة لمجرد أنهم يدعمون فلسطين".

ولفت الرئيس أردوغان إلى أن جميع المدافعين عن الديمقراطية المشهورين والأكاديميين والمثقفين والصحفيين والسياسيين يدفنون رؤوسهم في الرمال في انتظار هدوء الوضع القائم، واستطرد بالقول: " هل تعلمون لماذا؟ لأن مصالح إسرائيل ترسم حدود الديمقراطية الغربية، وكل ما يمس مصالحها هو معاد للديمقراطية ومعاد للسامية في نظرهم".

وأشار إلى أن الإدارة الإسرائيلية الحالية بمواقفها العدوانية، تلحق أكبر ضرر بأمن شعوب المنطقة، بما في ذلك المسلمين والمسيحيين واليهود والمجتمعات الأخرى، وقال: "أذكر كل من يستهدفني وبلدي بأنه لا يمكنهم تحقيق مرادهم من خلال وصم تركيا بمعاداة السامية. مثلما نعارض كافة أشكال معاداة الإسلام والأجانب والعنصرية الثقافية، فإننا نرفض بالمثل معاداة السامية".

ولفت إلى أن تركيا لا تريد رؤية الاضطرابات والحرب وعدم الاستقرار في منطقتها واستطرد: "نريد منطقة تعيش فيها جميع الأديان، بما في ذلك المسلمون والمسيحيون واليهود، في سلام وهدوء، كما كان الحال في زمن أجدادنا".

وتابع: "ونهدف إلى وقف دائم لإطلاق النار في غزة، ووقف إراقة الدماء، ومن ثم فتح الطريق أمام حل الدولتين على أساس حدود عام 1967".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!