ترك برس

تركيا ليست فقط بلد الحضارات والتاريخ العريق، بل هي أيضاً واحدة من أبرز الوجهات لعشاق تسلق الصخور من جميع أنحاء العالم. بفضل طبيعتها الجغرافية المتنوعة، وسكانها المضيافين، ومناخها المناسب، تحولت البلاد إلى جنة حقيقية للمتسلقين، حيث تتوزع على أراضيها مسارات صخرية متعددة المستويات، منحدرات شاهقة، ووديان ساحرة.

غييكبايري – أنطاليا

تُعد غييكبايري (Geyikbayırı) أكبر وأشهر منطقة لتسلق الصخور في تركيا، وتقع على بعد 25 كيلومتراً فقط من مركز مدينة أنطاليا. تضم المنطقة أكثر من 700 مسار تسلق بمستويات مختلفة، ما يجعلها وجهة مثالية للمبتدئين والمحترفين على حد سواء. يمتد الجرف الرئيسي لمسافة 1.5 كيلومتر، لكنه ليس الوحيد، إذ تنتشر المسارات على منحدرات متعددة.
بفضل مناخها المعتدل وطبيعتها الجغرافية المميزة، تُعتبر غييكبايري أيضاً مكاناً مثالياً للتخييم، حيث يمكن للمتسلقين قضاء أيام بين الصخور والغابات. وإلى جانبها، توجد أربع مناطق أخرى بالقرب من أنطاليا: أوليمبوس (Olympos)، جيت ديبي (Cennet / Geyik Sivrisi - Çitdibi)، أقيارلار (Akyarlar)، وكاراتاشلار (Karataşlar).

ألاداغلار – نيغدة

في قلب سلسلة جبال طوروس، وعند نقطة التقاء ولايات أضنة ونيغدة وقيصري، تقع منطقة ألاداغلار (Aladağlar)، وهي واحدة من أعرق وجهات التسلق في تركيا. تشتهر المنطقة بجروفها الكلسية (الحجر الجيري) التي توفر مسارات مميزة، تتراوح بين المسارات أحادية الطور والمسارات متعددة المراحل التي يصل ارتفاعها إلى 650 متراً.

تحتضن الحديقة الوطنية في ألاداغلار، التي يبلغ ارتفاعها 1,600 متر، أكثر من 100 خط تسلق، وتوفر ظروفاً مناخية مثالية من أوائل يونيو حتى نهاية يوليو. كما تمنح الزوار فرصة لاكتشاف تنوع بيئي غني من نباتات وحيوانات مستوطنة.

داتشا وبحيرة بافا – موغلا

في جنوب غرب تركيا، على شبه الجزيرة التي تفصل بين بحر إيجه والبحر الأبيض المتوسط، تقع منطقة داتشا (Datça) ذات التضاريس الصخرية الصعبة للغاية. تتميز المنطقة بصخورها الجرانيتية العالية الجودة، حيث يرافق المتسلقين مشاهد خلابة للبحر والجبال أثناء مغامرتهم.

ورغم تعدد أماكن التسلق، إلا أن كهف جان بابا (Can Baba) ومحيطه يُعتبران من أبرز المواقع. وإلى جانب داتشا، تقع بحيرة بافا (Bafa Gölü)، التي تبعد 100 كيلومتر عن بودروم و60 كيلومتراً عن مارماريس، وتضم مسارات شديدة الانحدار تناسب أصحاب الخبرة العالية. وهنا، لا يقتصر الأمر على التسلق فقط، بل يمتد ليشمل تجربة فريدة وسط الطبيعة مع أصوات الطيور والمناظر الطبيعية البكر.

كايناكلار – إزمير

بالقرب من قرية كايناكلار (Kaynaklar) في منطقة بوجا بإزمير، يقع منتزه التسلق المعروف الذي يتيح ممارسة التسلق على مدار العام. يضم الموقع أكثر من 200 مسار بمستويات متنوعة، ويُعتبر من أهم الوجهات لعشاق التسلق في غرب تركيا.

كما يستضيف المنتزه سنوياً في فصل الربيع مهرجان كايناكلار لتسلق الصخور، الذي يجذب المتسلقين المحليين والدوليين.

وادي بالي كايالر – كوجالي

في شمال غرب تركيا، وتحديداً في كوجالي، يقع وادي بالي كايالر (Ballıkayalar Vadisi) الذي يُعد واحداً من أقدم مناطق التسلق في البلاد. بدأ النشاط هنا منذ السبعينيات، واليوم يضم الوادي ما يقارب 100 مسار يناسب جميع المستويات. ويُعتبر من الوجهات القريبة لمحبي التسلق القادمين من إسطنبول.

وادي هارمن قايا – بيله جك

على بعد ساعتين أو ثلاث بالسيارة من إسطنبول، وفي مدينة بيله جك (Bilecik) – مهد الدولة العثمانية – يقع وادي هارمن قايا (Harmankaya Vadisi) القريب من قرية هارمان. يمتاز الوادي بشلالاته الكبيرة ومياهه الطبيعية، لكنه يفتقر إلى المرافق السياحية، ما يجعله خياراً مثالياً للباحثين عن تجربة بدائية أصيلة. يمكن للزوار جلب خيامهم والتخييم في الطبيعة، حيث تتوفر بعض الينابيع الطبيعية في المنطقة.

جبل جيلو – هكاري

في أقصى جنوب شرق تركيا، بمحافظة هكاري، يهيمن جبل جيلو (Cilo Dağı) على المشهد بارتفاع يبلغ 4,135 متراً، ما يجعله ثاني أعلى جبل في البلاد. يُعرف الجبل بلقب "جنة التسلق في تركيا"، إذ يضم بحيرات جليدية ذات مياه زرقاء داكنة، ومروج مزهرة بألوان متنوعة، ومناظر طبيعية خلابة.

تغطي الثلوج والجليد القمم معظم أشهر السنة، ما يجعل التسلق هنا تحدياً حقيقياً لعشاق المغامرة.

أوزون دره – أرضروم

تُعرف أرضروم (Erzurum) ببرودتها الشديدة، وهي وجهة بارزة لتسلق الجليد في الشتاء. في منطقة أوزون دره (Uzundere) يمكن للمتسلقين خوض تجربة فريدة بتسلق الشلالات المتجمدة شتاءً، أو الصخور المسطحة صيفاً.

وتنظم أرضروم سنوياً في يناير المهرجان الدولي لتسلق الجليد، الذي يجذب متسلقين من مختلف أنحاء العالم.

قاجكلار – ريزه

على سواحل البحر الأسود، بين الغابات الكثيفة وجبال كاتشكار، تقع مدينة ريزه (Rize)، إحدى أكثر مدن تركيا خضرة. توفر المنطقة مسارات رائعة تناسب جميع المستويات، وسط ينابيع وجداول طبيعية.

كما يمكن للزوار الاستمتاع بالتخييم في المصايف الجبلية الخضراء خلال فصلي الصيف والربيع، ما يجعل ريزه مزيجاً مثالياً بين الرياضة والاسترخاء في أحضان الطبيعة.

من غييكبايري الشهيرة في أنطاليا، إلى جبال ألاداغلار المهيبة، ومن داتشا الصعبة إلى وديان بيله جك وكوجالي، وصولاً إلى القمم الثلجية في هكاري وأرضروم، تُقدم تركيا لعشاق تسلق الصخور تجربة متكاملة. إنها وجهة تتيح الجمع بين المغامرة والرياضة والطبيعة البكر، لتؤكد مرة أخرى أنها جنة المتسلقين في قلب العالم.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!