
ترك برس
سلّطت مجلة ناشونال إنترست الضوء على تصاعد التوتر بين أنقرة وتل أبيب، مشيرة إلى أن إسرائيل تنظر بقلق إلى ما تعتبره "طموحات نووية" تركية ومساعيها لتعزيز قدراتها العسكرية، في وقت تمر فيه العلاقات بين البلدين بأسوأ مراحلها منذ 15 عامًا.
وصعدت صحف عالمية من لهجتها ضد مواصلة إسرائيل حربها على قطاع غزة بعد التقرير الأممي الذي خلص إلى ارتكاب جريمة الإبادة ضد الفلسطينيين، وقالت إن الوقت قد حان لوقف هذه المقتلة ومحاسبة مرتكبيها، في حين حذرت أخرى من أن يقود التوتر غير المسبوق بين تركيا وإسرائيل إلى حرب إقليمية شاملة.
فقد دعت صحيفة "إلباييس" الإسبانية -في افتتاحية قوية- إلى وقف المجزرة التي ترتكب أمام أنظار العالم، لا سيما بعد اعتراف الأمم المتحدة الأخير بوقوع جريمة الإبادة ووجود نيتها.
واعتبرت أن التقرير الأخير "هو الأكثر موثوقية للوحشية الإسرائيلية"، ولم يبق بعده سوى أن تصنف محكمة مختصة مذبحة إسرائيل في غزة على أنها إبادة جماعية، ثم إدانة مرتكبيها الذين لا يمكن أن يكونوا سوى قادة إسرائيل الحاليين وعلى رأسهم نتنياهو، المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية، بحسب ما نقلته "الجزيرة نت".
وقالت الصحيفة إن التصنيف القانوني لما يجري مهم لمحاسبة الجناة، لكنها لفتت في الوقت نفسه إلى أنه يظل نقاشا تقنيا يصرف الانتباه عن الأمر الأكثر إلحاحا حاليا، وهو الوقف الفوري للقتل والمعاناة التي يعيشها مليونا فلسطيني، والتي اشتدت بسبب ما يقوم به الجيش الإسرائيلي في مدينة غزة.
مناورة قد تهدم إسرائيل
كما نقلت صحيفة معاريف تحذير المؤسسة الأمنية من أن إدارة غزة عسكريا "مناورة خطيرة قد تؤدي لانهيار سياسي واقتصادي"، ونقلت عن مصدر رفيع في الجيش الإسرائيلي أنه "من الصعب احتواء حكم عسكري في غزة، وأن إسرائيل ستضطر لرهن مستقبلها الاقتصادي لعشرات السنين المقبلة".
أما غارديان، فقالت إن تقرير اللجنة الأممية المستقلة الأخير الذي خلص لوقوع إبادة في غزة "يفرض وضوحا أخلاقيا، ويتطلب تحركا سياسيا، خصوصا على الدول التي لطالما اعتبرت إسرائيل استثناء من القواعد الدولية مثل الولايات المتحدة وبريطانيا".
ورأت الصحيفة أن مزاعم الدفاع عن النفس باطلة، وأن استغلال ما وصفتها بجرائم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ذريعة لا تبرر التدمير الممنهج للقطاع الذي يعيش فيه أكثر من مليوني إنسان.
كما ذكرت أن اتفاقية منع الإبادة "تلزم الدول بمنع وقوعها وليس الاكتفاء بإدانتها فقط"، مطالبة الدول بوقف تزويد إسرائيل بالسلاح ودعم المساءلة الدولية والتخلي عن التلاعب القانوني.
وفي السياق، قالت مجلة إيكونوميست إن هجوم إسرائيل على مدينة غزة يعمق عزلتها الدولية وسط تراجع الدعم الأميركي لها، مشيرة إلى استطلاعات رأي تظهر أن أكثر من 70% من الإسرائيليين لا يدعمون هذه العملية.
ولفتت المجلة إلى أن هذا الرفض الشعبي للعملية يتماهى مع موقف كبار قادة الجيش الذين يقولون إن تحقيق نصر حاسم على حماس قد يستغرق سنوات.
وأوضحت أن علامات نفد صبر الولايات المتحدة بدأت تظهر رغم أنها لا تزال تدعم الهجوم على غزة، مرجحة أن يضغط الرئيس دونالد ترامب على إسرائيل لوقف إطلاق النار ما لم تحقق أهدافها بسرعة.
انحياز أميركي قديم
وفي فرنسا، قالت صحيفة ليبراسيون في افتتاحيتها إن نتنياهو "يتجه لحربه الشاملة في مدينة غزة"، وإن إعلانه مرحلة حاسمة أخري من الحرب تدفع إسرائيل لمزيد من العزلة الدولية.
وقالت الافتتاحية إن العملية البرية وتكثيف الضربات التي أودت بحياة مئات المدنيين "يفاقمان الكارثة الإنسانية، بعدما أودت الحرب بحياة عشرات الآلاف، وصنفتها الأمم المتحدة إبادة جماعية". وحذرت من أن عدم تراجع نتنياهو ومواصلة الولايات المتحدة دعمه في هذه الحرب "قد يقودان إسرائيل للانهيار".
وفي سياق متصل، انتقدت مجلة فورين أفيرز السياسة الخارجية الأميركية، وقالت إن واشنطن اعتمدت لعقود على التفاؤل الزائف والكلمات الرنانة لإخفاء إخفاقها في الشرق الأوسط، سواء في فلسطين أو العراق وأفغانستان وسوريا.
ولفتت المجلة إلى أن الولايات المتحدة "كررت وعودها بوقف إطلاق النار خلال عهد الرئيس السابق جو بايدن، لكنها كانت مجرد غطاء لسياسة مكنت إسرائيل من قتل المدنيين وتدمير البنية التحتية بأسلحة أميركية".
ووصفت الصحيفة ما سمته الفشل الأميركي بأنه "ليس جديدا"، وقالت إنه "امتداد لسياسات قديمة منحازة لإسرائيل"، وإن تراجع نفوذ واشنطن جعل حلفاءها وأعداءها يتجاهلون دورها.
مواجهة محتملة بين تركيا وإسرائيل
وأخيرا، نشرت مجلة "ناشونال إنترست" مقالا قالت فيه إن العلاقات التركية الإسرائيلية "تمر بأسوأ مراحلها منذ 15 عاما، وسط تصاعد التوتر في غزة وسوريا، وتحذيرات من مواجهة عسكرية محتملة بعد سقوط بشار الأسد".
وأوضح المقال أن إسرائيل تعتبر تركيا خطرا إستراتيجيا، بينما ترى أنقرة أن سياسات نتنياهو تشكل خطرا على استقرار المنطقة. وقال إن تل أبيب تتوجس من تعزيز تركيا قدراتها العسكرية في ظل تلميحات بالسعي لامتلاك سلاح نووي مع دعوات داخلية تدعم هذا الاتجاه.
وخلص إلى أن استمرار التصعيد قد يقود لصدام مباشر سيضع واشنطن في مأزق بسبب علاقاتها القوية مع الطرفين، داعيا ترامب للضغط بجدية على نتنياهو تجنبا لوقوع حرب إقليمية.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!