
ترك برس
أعلنت اللجنة العليا للانتخابات في "جمهورية شمال قبرص التركية"، أمس الأحد، فوز رئيس الحزب الجمهوري التركي طوفان أرهورمان بالانتخابات الرئاسية، فيما أعلن الأخير عن طبيعة سياساته التي سيسلكها تجاه أنقرة.
وينتمي أرهورمان إلى يسار الوسط الذي يفضل تجديد المفاوضات بشأن تسوية اتحادية مع القبارصة اليونانيين برعاية الأمم المتحدة، فيما يعرف عن الرئيس الحالي الخاسر في الانتخابات، أرسين تتار تأييده حل الدولتين.
ويرفض القبارصة اليونانيون موقف تتار المؤيد لحل الدولتين، بينما تشهد محادثات السلام جمودا منذ عام 2017، بحسب تقرير لـ "الجزيرة نت".
وقال رئيس اللجنة العليا للانتخابات بيرتان أوزرداغ -في تصريح صحفي- إن أرهورمان، فاز في سباق الانتخابات الرئاسية بحصوله على 62.76% من أصوات الناخبين، مقابل 35.81% لأرسين تتار.
وشدد أرهورمان عقب إعلان فوزه بالانتخابات أن "السياسة الخارجية سننتهجها بالتشاور مع تركيا بالتأكيد".
كما علق جودت يلماز، نائب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، على نتائج الانتخابات قائلا إنها أظهرت نضج جمهورية قبرص التركية على مستوى الدولة والناخبين، مؤكدا أن أنقرة ستواصل الوقوف بجانبها "باعتبار تركيا وطنا أُمًّا ودولة ضامنة".
وتوجه الناخبون في وقت سابق صباح اليوم إلى صناديق الاقتراع في انتخابات رئاسية يُنظر إليها على أنها اختبار لإمكانية إحياء المحادثات الرامية إلى إعادة توحيد الجزيرة المقسمة.
وأقامت اللجنة العليا للانتخابات 777 صندوق اقتراع، يدلي فيها 218 ألفا و313 ناخبا بأصواتهم لانتخاب رئيس جديد.
وبحسب دستور جمهورية شمالي قبرص التركية، يتعين على المرشح أن يحصل على الغالبية المطلقة من الأصوات الصحيحة للفوز بالرئاسة.
وقبرص جزيرة صغيرة متنازع تاريخيا على هويتها وتبعيتها بين تركيا واليونان، يدور على أرضها صراع سياسي بين المكونين الرئيسيين لسكان الجزيرة، وهما القبارصة ذوو الأصول اليونانية والقبارصة ذوو الأصول التركية.
وتتألف الجزيرة الآن من دولتين مستقلتين، إحداهما معترف بها وعضو في الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وهي الجمهورية القبرصية وعاصمتها نيقوسيا، ومقامة على 65% من مساحة الجزيرة، والثانية مستقلة لكن غير معترف بها إلا من تركيا وتسمى "جمهورية شمالي قبرص التركية" ومقامة على 35% من مساحة الجزيرة.
ورغم جهود الأمم المتحدة، فإن الحل لا يزال بعيد المنال، حيث يتمسك القبارصة اليونانيون بالنظام الفدرالي، في المقابل تصر أنقرة والقبارصة الأتراك على حل الدولتين.
وفي أول تعليق له حول العلاقات بين أنقرة ولفكوشا، قال أرهورمان إنه سيحافظ على تقاليد دولته في تحديد السياسات الخارجية للبلاد بالتشاور مع أنقرة.
وأعرب عن شكره للرئيس التركي رجب طيب أردوغان ومسؤولين أتراك آخرين، على تهنئتهم له فور الإعلان عن فوزه بالانتخابات.
وأكد أنه لم يحدث أن تم تحديد سياسات قبرص التركية الخارجية دون التشاور مع أنقرة، مؤكدا مواصلته المسير على نفس المسار.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!