ترك برس - الأناضول الإنجليزية - ترجمة وتحرير ترك برس
أعلنت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية (EIA) أنّ تركيا في وضع يؤهلها لتلعب دورًا هامًا كمركز لنقل النفط والغاز الطبيعي من الشرق الأوسط وآسيا الوسطى وروسيا إلى أوروبا والمحيط الأطلسي.
وأكّدت الإدارة ضمن بياناتها التي نشرت في وقت مبكر من شهر تموز/ يوليو الجاري أنّ تركيا كانت مركزًا رئيسيًا لنقل النفط، وهي تكتسب الآن مكانة أكبر كمركز رئيسي للغاز الطبيعي.
ويُعدّ مضيقا البوسفور والدردنيل بوابتان رئيسيتان للنفط الخام من روسيا وبحر قزوين إلى الأسواق الدولية.
وحلّت مضائق تركيا في المرتبة السادسة كأكبر ممرات في العالم بمرور 2,9 مليون برميل يوميًا من الخام في عام 2013، وفقًا لتقرير ممرات نقل النفط العالمية الصادر عن إدارة معلومات الطاقة الأمريكية في تشرين الثاني/ نوفمبر 2014.
وتشكل الكمية المنقولة عبر هذه المضائق ما يعادل 5,1 بالمئة من مجمل 56,5 مليون برميل من النفط يوميًا عبر البحر، و3,2 بالمئة من مجمل إنتاج النفط الخام يوميًا في عام 2014 والذي يعادل 90,1 مليون برميل.
خطوط أنابيب النفط
تملك تركيا خطي أنابيب لنقل النفط، أحدهما يأتي من العراق إلى جنوب شرقي تركيا، والآخر يأتي من أذربيجان ويُسمّى خط أنابيب "باكو - تبليسي - جيهان (BTC)".
ينقسم الخط العراقي إلى فرعين. يبلغ طول الأول 620 ميلًا (ما يعادل 990 كيلومتر) ويأتي من محافظة كركوك العراقية الغنية بالنفط، ويملك قدرة على نقل 1,5 مليون برميل من النفط الخام يوميًا. ومع ذلك، فهو نادر الاستخدام حاليًا بسبب وجود مقاتلي تنظيم الدولة (داعش) في العراق.
يأتي الفرع الثاني من حقل "طق طق" النفطي في محافظة أربيل شمالي العراق. وينقل الخط الذي يبلغ طوله 250 ميلًا (400 كيلومتر) 600 ألف برميل من النفط الخام يوميًا.
على الرغم من نشوب نزاعات مؤخرًا حول نقل النفط وحصص الميزانية بين الحكومة الإقليمية لكردستان العراق في أربيل والحكومة المركزية في بغداد، تقدّر إدارة معلومات الطاقة الأمريكية (EIA) أنّ ما معدله 550 ألف برميل من النفط الخام أُرسِلت بشكل يومي إلى ميناء جيهان جنوبي تركيا في شهر أيار/ مايو.
يجتمع خطّا النفط القادمان من العراق قرب الحدود التركية العراقية، حيث يتم نقل النفط الخام إلى ميناء جيهان عبر الأنابيب أو الصهاريج، ويتم شحنه إلى الأسواق الدولية.
ذكرت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أنّ "130 ألف برميل من صادرات النفط الخام العراقي، و650 ألف من نفط بحر قزوين، تعبر يوميًا عبر ميناء جيهان، يذهب معظمها إلى أوروبا".
أما بالنسبة لخام بحر قزوين، يلعب خط أنابيب باكو - تبليسي - جيهان الذي يبدأ من أذربيجان ويمتد على طول ألف و100 ميل (ما يعادل ألفًا و760 كيلومتر) دورًا هامًا. بدأ تشغيل الخط في عام 2006، وينقل ما مقداره 1,2 مليون برميل من النفط الخام يوميًا.
خطوط نقل الغاز الطبيعي
تقول إدارة الطاقة الأمريكية إنّ "تركيا في وضع مؤهل لتكون مركزًا رئيسيًا لنقل الغاز الطبيعي"، وتتابع: "إلا أنّ معظم خطوط نقل الغاز الطبيعي تنقل الغاز إلى داخل البلاد، حيث لم يترك الطلب المتزايد على الغاز كمية كافية للتصدير".
وأرجعت إدارة الطاقة ارتفاع الطلب على الغاز في تركيا إلى النمو الاقتصادي وارتفاع الطلب على الطاقة، حيث عملت الدولة على تجنّب ركود اقتصادي ضرب معظم الدول الأوروبية. وتشير الإدارة إلى أنّ "تركيا مرّت منذ عام 2010 بإحدى أكبر معدلات النمو في الطلب على الطاقة بين دول منظمة التنمية والتعاون الاقتصادي (OECD)".
يُوفر خط أنابيب نقل الغاز الإيراني المعروف بـ"خط تبريز - أنقرة" لتركيا ما مقداره 10 مليار متر مكعب من الغاز سنويًا، وفقًا لبيانات شركة خطوط أنابيب النفط التركية "بوتاش (BOTAŞ)".
ويحمل خط أنابيب "باكو - تبليسي - أرضروم" والمعروف بخط أنابيب جنوب القوقاز ما مقداره 6,6 مليار متر مكعب من الغاز سنويًا إلى تركيا.
وتستورد تركيا حوالي 14 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي سنويًا من روسيا عبر خط أنابيب نقل الغاز الطبيعي العابر للبلقان الذي يمر بإقليم تراكيا شمال غربي البلاد.
إضافة إلى ذلك تستورد البلاد 16 مليار متر مكعب من الغاز سنويًا من روسيا عبر خط أنابيب "التيار الأزرق (Blue Stream)" لنقل الغاز الذي يمر تحت البحر الأسود.
وتعمل تركيا في هذه الأثناء على إتمام مشروع خط أنابيب نقل الغاز العابر للأناضول "تاناب (TANAP)" الذي من المقرر أن يدخل حيز الخدمة في عام 2018 بنقله كمية مبدئية تبلغ 16 مليار متر مكعب من الغاز من أذربيجان عبر تركيا واليونان إلى أوروبا. ومن المقرر أن يتمكن من نقل 23 مليار متر مكعب من الغاز سنويًا بحلول عام 2023 وإلى 31 مليار متر مكعب بحلول عام 2026.
كما تبلغ كمية الغاز المنقولة عبر خط أنابيب "التيار التركي (Turkish Stream)" لنقل الغاز الطبيعي 63 مليار متر مكعب، ويمر من روسيا تحت البحر الأسود إلى إقليم تراكيا في شمال غربي تركيا إلى اليونان لينقل الغاز إلى بقية أنحاء أوروبا.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!