ترك برس
تُعد بلاد الأناضول، التي هي أصل تركيا في وقتنا الحالي، من أغنى البلاد التي تحتوي على معالم وأماكن دينية مميزة وخاصة بالسياحة الدينية؛ حيث يُعتقد أنّ الكثير من الحوادث التاريخية العقائدية الدينية حدثت على أرضها مثل حادثة طوفان سيدنا نوح، حيث يُعتقد بأن سفينة سيدنا نوح عليه السلام جثت على أرض بلاد الأناضول بعد نفاذ مياه الطوفان من على اليابسة ويُعتقد أيضًا أن الكهف الذي ذُكر في قصة أصحاب الكهف موجود في بلاد الأناضول، كما يتوقع أيضًا أنّ حادثة إلقاء سيدنا إبراهيم عليه السلام حدثت في مدينة شانلي أورفا "الرُها سابقًا" التركية وغيرها الكثير من الحوادث والمعالم الدينية التي جعلت من تركيا مركزًا مهمًا للسياحة الدينية وروادها.
وإلى جانب هذه الحوادث الدينية التاريخية المميزة توجد أيضًا الكثير من بقايا الآثار الدينية التابعة للحضارات المتعددة التي توافدت على تركيا مثل الحضارة الإغريقية والرومانية والإسلامية "السلجوقية والعثمانية"، هذه الحضارت خلفت العديد من الأماكن السياحية الدينية المرموقة.
على الرغم من أنّ اكتشاف بعض الأماكن الدينية السياحية في تركيا لا زال مستمرًا إلى يومنا هذا، إلا أنّ هناك الكثير من الأماكن المقدسة التي تم تحديدها وتأكيدها من قبل وزارة الأوقاف الدينية التركية ومنظمة المؤتمر الإسلامي على أنها أماكن دينية مقدسة، تجب حمايتها وزيارتها على أنها أماكن عقائدية تثبت الوقائع التاريخية العقائدية التي حدثت في الماضي.
ويمكن سرد بعض الأماكن التاريخية الدينية العقائدية التي تمُثل أماكن سياحية دينية مميزة في تركيا بالشكل التالي:
ـ بيت مريم: هو البيت الذي يُعتقد بأن مريم عليها السلام بقيت فيه مع سيدنا زكريا وابنه يحيي من بعده في آخر سنوات حياتها، يستقبل هذا المكان الحجاج والزائرين المسيحيين، ويقع في منطقة سلجوق بولاية إزمير، ويزوره إلى جانب المسيحيين المسلمون أيضًا ممّن يعتقدون بقدسية هذا المكان، والكثير منهم يزورونه سنوايًا. وإلى جانب بيت مريم عليها السلام هناك العديد من الأماكن السياحية المعمارية الأخرى التي بناها البيزنطيون خلال فترة حكمهم لبلاد الأناضول.
ـ معبد نيكولوس: معبد من بقايا الحضارة اللاديقية في مدينة أنطاليا جنوب تركيا، يتميز بالأناقة والجمال المعماري المزين بأسلوب خيالي ورائع، بعد قدوم الرومان الأثوذكسيين حولوه لكنيسة أثوذكسية وأضافوا عليه بعض الإضافة ليصبح تحفة معمارية ساحرة تجمع أسلوبًا حضاريًا متنوعًا ومميزًا.
ـ شانلي أورفا "الرها": تقع مدينة شانلي أورفا جنوب شرق تركيا، وتُلقب إلى جانب اسمها الحقيقي باسم "مدينة الأنبياء" لأنها تحتوي على مراقد ومقامات لعدد من الأنبياء عليهما السلام مثل سيدنا إبراهيم عليه السلام الذي يُعتقد بأن قومه سكنوا هذه المدينة، وهناك يوجد عمودين ضخمين يُعتقد بأن سيدنا إبراهيم عليه السلام عُلق في هذين العمودين وبعد ذلك تم إلقاؤه من الأعلى إلى النار ولكن النار كانت عليه بردًا وسلامًا ولم تحرقه، ويُعتقد بأنها تحولت إلى بركة مياه مباركة والحطب الذي اُستعمل في حرقه تحول إلى أسماك لا تلد ولا تموت.
كما يوجد بجانب هذه الآثار الكهف الذي يُعتقد بأن سيدنا إبراهيم وُلد فيه، وهناك مياه طيبة المذاق تتدفق من داخل هذا الكهف يتبارك الكثير من السكان المحليين بها ويشربونها، إلى جانب مقام سيدنا إبراهيم عليه السلام يوجد مرقد وقبر سيدنا أيوب عليه السلام، كما توجد الكهف أو المغارة الذي لجأ إليها سيدنا يونس بعد محاولة قومه قتله ويوجد قبر سيدنا أيوب عليه السلام أيضًا في مدينة شانلي أورفا.
ـ مقامات ومراقد بعض الأنبياء في مدينة ديار بكر: تقع مدينة ديار بكر بجانب شانلي أورفا وتتميز هي أيضًا باحتوائها على العديد من مقامات ومراقد الأنبياء مثل مرقد النبي ذي الكفل عليه السلام، ومرقد النبي ذا اليسع عليه السلام، ومقام النبي إلياس عليه السلام الذي لجأ إلى إحدى المغارات وأكمل حياته هناك بعد محاولة ملك ذلك الزمان قتله.
وهذه المغارة التي لجأ إليها موجودة في ديار بكر، وتُعد اليوم إحدى المقامات الدينية المهمة التي يزورها اليهود والمسيحيين والمسلمين معًا.
ـ إسطنبول ومساجدها: مدينة إسطنبول هي مدينة القسطنطينية التي بشر النبي صلى الله عليه وسلم بفتحها وقال فيها "لتفتحن القسطنطينية فنعم الأمير أميرها ونعم الجيش ذلك الجيش"، وعمل العثمانيون بعد توليهم لأمور المسلمين على الاجتهاد بكل قواهم لفتحها، وحاولوا ذلك مرات عديدة إلى أن استطاع محمد الفاتح فتحها عام 1453. وبعد فتحها أصبحت إحدى المدن المهمة التي تحتوي العديد من المساجد الضخمة المميزة بأسلوب معماري فريد مميز، لا بد لزائر إسطنبول من زيارة مساجدها للاستمتاع بالطاقة الروحية والراحة النفسية التي تعطيها لزائرها.
ـ كهف أصحاب الكهف: قصة أصحاب الكهف هي أحد القصص المشتركة بين الديانات اليهودية والمسيحية والإسلامية، وكما هو معروف القصة موجودة في سورة الكهف في القرأن، مع وجود اختلاف بين علماء الأثار الدينيين، إلا أن الدليل الأكبر يبين بأن هذا الكهف موجود في منطقة أفا الموجودة في مدينة إزمير الواقعة في أقصى غرب تركيا.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!