ترك برس

تقع "سيلجي" (Selge) داخل الحديقة الوطنية "كوبرولو كانيون" على بعد 90 كم من مدينة أنطاليا جنوب تركيا، على الطريق الساحلي الأساسي من أنطاليا إلى "ماناوجات"، وهي مسافة طويلة على جبال شديدة الانحدار على ارتفاع ألف متر. لقد كانت تحت الحكم الروماني عندما كانت الإمبراطورية قوية، وظلت على هذا النحو حتى انهارت الإمبراطورية. هاجم "القوطيون" المدينة في 399 م لكنهم لم يتمكنوا من الاستيلاء عليها. وفي الطريق إلى "سيلجي"، هناك إطلالة رائعة للطبيعة الخلابة وجبال "طوروس" المشهورة، ومعروفة "سيلجي" بأنها ثرية للغاية، لدرجة أنه من الممكن إيجاد كنز أو اثنين أثناء المشي في المنطقة.

والأهم في "سيلجي" هو زيارة الآثار القديمة الموجودة هناك منها، الهيكل الأكثر وضوحا والذي يمكن مشاهدته من القرية هو (المسرح القديم) الذي بني على التلة، وهو كبير جدا ويمكن لمدرجه أن يستوعب 10 آلاف شخص. شُيّد المبنى قبل وصول الرومان ولكن بعض التعديلات أجريت عليه خلال تلك الفترة. ويوجد أيضا أسوار المدينة القديمة ببنائها الشامخ الذي يمتد إلى ما يقارب 4 كم، وهناك أماكن للأبراج كل 100 متر أو نحو ذلك والتي من الواضح أنّها كانت تستخدم لأغراض دفاعية. وفي المنطقة ملعب يتسع لحوالي 5 آلاف شخص،  حيث وجدت بعض النقوش التي تظهر الكثير مثل الألعاب الأولمبية، والمسابقات التقليدية التي تجري كل أربع سنوات وتم نحت تماثيل المنتصرين وعرضها.

على سفح التل توجد بعض البقايا لمعابد "لزيوس" و"أرتميس" القديمة. والمثير للاهتمام هو الصهريج الذي يجمع مياه الأمطار من قناة ومجرى للماء، وهو على عمق 7.5 متر، وكان يستخدم لتوزيع المياه إلى المدينة، التي أصبحت ذات أهمية سياحية كبيرة، ووجهة السياح الأجانب والعرب، إذ تمكنهم من التقاط أجمل الصور التذكارية في هذه المنطقة.