خاص ترك برس
تعدّدت الروايات في بناء قبّة الصخرة، فمنهم من قال إنّ عبد الملك أراد بهذا البناء ليكون بديلًا عن الكعبة، وكي يحجّ الناس إليها، وهذه رواية اليعقوبي، وهي رواية كاذبة ويعدّ اليعقوبي نفسه عدوًا لبني أميّة، ومعظم الذين نقلوا عنه هذه الرواية لم يتحقّقوا منها فوقعوا في الخطأ.
وأمّا رواية المقدسي والبشّاري فهي مغايرة في سبب بناء القبّة، فهم يرون أن عبد الملك عندما رأى قبّة القيامة التي يحج إليها النصارى خشي أن تؤثر فخامتها وروعتها على قلوب المسلمين، فاعتزم أن يشيّد قبّة للمسلمين ونصب على الصّخرة قبّة الصخرة.
الصورة من مجموعة السلطان عبد الحميد الثاني
والرواية الصّحيحة التي نميل إليها هي رواية المشرّف ابن المرجا، والتي تقوم على أساس ديني سليم "وهو أن عبد الملك أراد أن يبني قبة على صخرة بيت المقدس تعظيمًا للمسجد الأقصى وإظهاره لكي تقي المسلمين من الحر والبرد حتى جاءت على أبهى ما يُمكن رونقًا وزخرفة... وجعل فيها قناديل من ذهب وفضّة، وفرضها بالرّخام الملون ثم بأنواع البسط وعيّن السّدنة ورشّ الطّيب والبخور والزعفران، وبلغ ما أُنفِق على القبّة 300 ألف مثقال من الذهب... فلم يكن على وجه الأرض نظير لها...".
عندما فتح الخليفة الراشد عمر بن الخططاب مدينة القدس صلحًا سنة 636 م وجد على الصخرة زبلًا كثيرًا فبسط عمر رداءه وجعل يكنس ذلك الزّبل، وجعل المسلمون يكنسون معه، حتّى انكشفت الصخرة.
وفي عهد الخليفة عبد الملك بن مروان أقام على قمّة الصّخرة قبّة ليس في الإسلام لها مثيل، وأشرف على هذا البناء المثمّن الفريد المهندس رجاء بن حيوة والمهندس يزيد بن سلام.
الصورة من مجموعة السلطان عبد الحميد الثاني
تمّ ترميم القبّة في معظم العهود الإسلامية، وهذا المبنى المثمّن الشّكل بلغت مساحته 2200 متر مربع، به 4 أبواب و56 نافذة. ويُعد التخطيط الهندسي لقبّة الصخرة تخطيطًا فريدًا جعل المبنى يُسجّل ضمن عجائب الدّنيا السّبعة.
* المصدر: "القدس من خلال الصور في الماضي والحاضر" لمركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية بإسطنبول (أرسيكا)
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!