خاص ترك برس
تعتبر قبة الصخرة من أقدم معالم الحضارة الإسلامية، وتقع في أعلى بقعة من ساحات المسجد الأقصى المبارك.
امتازت القبة بهندستها الثمانية الفريدة وبزخارفها الخارجية والداخلية حتى جاءت آية من الجمال والإبداع، وهي قبة مذهبة كروية الشكل وتغطيها صفائح معدنية من الذهب والنحاس، ويعلوها هلال ذهبي.
الصورة من مجموعة السلطان عبد الحميد الثاني
تضم القبة في مبناها: القبّة المنشأة فوق الصخرة، وبها العديد من المحاريب أهمها المحراب الأموي وهو أقدم محراب في تاريخ الحضارة الإسلامية، التّثمينة الخارجية والتّثمينةة الداخلية وسطح القبّة المُغطّى بألوان الرّصاص، ولها 4 أبواب و56 شبّاكًا.
كان بها قديمًا ما يُعرف بدكّة المؤذّن بجانب باب المغارة من الغرب، وتمّ تجديدها في عهد السّلطان المملوكي الظّاهر برقوق سنة 1387م، وفي الفترة العُثمانية تمّ ترميمُها مرة ثاني، وأُضيف سلّم خشبي للوصول إلى هذه الدّكة، إلا أن العمارة في الفترة الواقعة بين عام 1954 وحتى عام 1964 تمّت فيها إزالة الدّكة والسّلم الخشبي، كما تمّت إزالة الحيطان التي كانت موجودة بين الأعمدة عند البوّابات الخارجية وتمّت كذلك إزالة المحراب الخارجي الذي نصب عند الباب القبلي.
في عهد السّلطان عبد الحميد الثّاني، كُتِبت سورة "يس" في أعلى التّثمينة من الخارج، وقد كتبها الخطّاط محمد شفيق بخط الثلث على إفريز عرضه 75 سم بأحرف عرض الواحد منها 3 سم، وجاءت هذه الكتابة مطبوخة على القاشاني طبخًا وليست مدهونة، وقد صنعها القاشاني مصطفى أفندي في عام 1876م.
كما تم في عهده فرش قبة الصخرة بالسّجاد الفاخر ونصبت ثريا كبيرة فريدة فوق الصخرة وبقيت منصوبة حتى تم نقلها إلى الجامع القبلي عام 1955م.
وفي عام 1999 تم ترميمها وأدخلت عليها المصابيح الكهربائية عوضًا عن فتائل الزيت وما زالت حتى اليوم معلقة في مدخل الرّواق الأوسط للجامع القبلي محافظة على شكلها العام.
الصورة من مجموعة السلطان عبد الحميد الثاني
ويُذكر أن السلطان عبد الحميد هو الذي أمر بفتح 3 نوافذ في أضلاع القبة الخارجية لإنارة الفسيفساء، ووضع هلال جديد فوق القبة وكان ذلك قبل زيارة الإمبراطور الألماني ويلهلم الثاني لمدينة القدس سنة 1898م.
* المصدر: "القدس من خلال الصور في الماضي والحاضر" لمركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية بإسطنبول (أرسيكا)
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!