نصوحي غونغور - صحيفة ستار - ترجمة وتحرير ترك برس
نرى التحركات التركية وقد زادت وتيرتها قبل نهاية قمة الأمم المتحدة بسبب الضربات الروسية؛ التي ادعت فيها روسيا بأنها تستهدف داعش؛ وهو ما ثبت بأنه غير ذلك؛ حيث استهدفت هذه الضربات مدنيين عزل، وتأتي هذه التحركات في إطار القلق المتزايد الذي تشعر به القيادة التركية إزاء التطورات التي تعيشها المنطقة والمستقبل الذي ينتظره.
لقد تكلمت في مقال سابق عن تحول إطلاق النار الذي كان بين الرئيس الروسي بوتين والرئيس الأمريكي أوباما إلى حالة تبادل المهمات فيما بينهم، فأمريكا تريد تمرير بعض الصلاحيات والمهام في الأزمة السورية إلى الدب الروسي، ولم تكن هذه الإجراءات الأمريكية بالشيء الجديد؛ بل كانت تحدث في السابق ولكن من خلف الظهور، كما وقد أعطت أمريكا الضوء الأخضر لروسيا من أجل إعادة تأهيل الأسد.
ولأن تركيا تعتبر من أكثر المتأثرين المباشرين لكل هذه الاحداث؛ يجب عليها أن تتخذ قرارات سريعة وصحيحة توازي سرعة التحولات الحاصلة في المنطقة، فأنقرة تتأثر بالملايين التي تهاجر من أرضها حفظا لأرواحها، كما وتواجه مختلف التحديات الأمنية التي تحدث على الحدود مع سوريا.
منذ اليوم الأول في الأزمة السورية والأحداث في تطور وتغير، فروسيا اليوم تجد مكانا لم تكن تحلم به من قبل لو أنها حاولت شغله في بداية الأزمة، وإيران كذلك وجدت لها مكانا في الأمم المتحدة لم تكن تتوقعه عبر تمرير المشروع النووي.
نجد اليوم تركيا وقد باتت تعاني مما تقوم به القوتين العظمتين باحتكارها اللعبة السياسية وتمرير الكرة فيما بينهم، لكن امتلاك تركيا للحق والحقائق سيساعدها على رسم خطها السياسي، فقد تعاني من آلام التوازنات الداخلية، لكن عزيمة أنقرة تتجه نحو رسم خطها السياسي ومن ثم بناء وتشكيل سياستها عليه.
لم يكن افتتاح الجامع الكبير في موسكو والذي حضره كل من الرئيس التركي أردوغان ونظيره الروسي بوتين صدفة، كما لم يكن ما تقدم به الرئيس الفلسطيني محمود عباس من إضافة حملت رسائل كثيرة تتعلق بفلسطين محض صدفة. وأنتهي معكم بأسطر كنت قد كتبتها في مقال قبل سنتين وقلت فيها:
"إني أتوقعأن تطور العلاقات التركية الروسية من هذا التاريخ في صراع موازين القوى العالمية، وقد يصل الأمر إلى مشاركة موسكو في حل مشاكل العالم الإسلامي بشكل فعال.
تعتبر تركيا دولة فريدة من نوعها في هذه الجغرافيا، فهي تابعت وما زالت تتابع روسيا عن كثب، فهل تعتقدون بأنه لم يكن هناك جهود من أجل افساد هذه العلاقة؟ بالتأكيد حصل، وسيحصل، ولا أقول بأن علاقتهم ستصل بهم إلى أن يأمروا وينهوا، بل أقول بأنها ستصل إلى أكثر من هذا بكثير".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس