روشن تشاكير - صحيفة وطن - ترجمة وتحرير ترك برس
وزير الدفاع الامريكي "تشاك هيكل" سيقوم بزيارة تركيا خلال هذا الأسبوع. وسيكون على طاولة المحادثات بحث سبل العمل المشترك من أجل ردع خطر الدولة الإسلامية.
المتحدث باسم وزارة الدفاع الامريكي "جون كيبي" أكد على أهمية تركيا كونها الدولة الحليفة في الناتو. وأبدى مخاوف الولايات المتحدة من امتداد خطر الدولة الإسلامية على طول الحدود التركية مع العراق وسوريا.
الولايات المتحدة تبحث عن شركاء لها في المنطقة لمواجهة خطر داعش. لكن السؤال المهم هنا. من سيشارك الامريكيين وكيف ستكون المشاركة؟
المشكلة الحقيقية أن الولايات المتحدة الامريكية لا تمتلك حتى الآن استراتيجية معينة ضد داعش. وهذا واضح من خلال التناقض الكبير في تصريحات المسؤولين الأمريكيين.
الدولة الإسلامية مستهدفة في سوريا
رئيس هيئة الأركان للقوات الأمريكية الجنرال "مارتن دمبسي" أعلن الأسبوع الماضي أن القضاء على عناصر الدولة الإسلامية في سوريا سيكون السبيل الوحيد للقضاء على هذا التنظيم.
وواضح من كلام "دمبسي" أن الولايات المتحدة الأمريكية، اعدت خطة لشن هجمات عسكرية ضد تنظيم داعش داخل الأراضي السورية. ويبدوا للعيان هذه الهجمات ستحظى بدعم من القيادة السورية والإيرانية.
فإن حدث ذلك وأقدمت الولايات المتحدة بالتعاون مع السلطات السورية والإيرانية على ضرب مواقع تنظيم الدولة، فهذا سيكون دليلا قاطع على أن داعش لم تكن أبدا صنيعة النظام السوري وإيران. لا سيما أن الكثيرين يعتقدون أن النظام السوري والإيرانيين هم من يدعمون التنظيم من أجل شق صفوف المعارضة المعتدلة.
من ناحية ثانية، لو نظرنا إلى مواقف تركيا من القضية السورية منذ بداية الأحداث، لوجدنا أن تركيا لن تكون متحمسة لهذه الخطة الأمريكية. لأن نتظيم الدولة يحارب إلى جانب جبهة النصرة تنظيم الـ"بي يه دي PYD" الذي يعتبر امتدادا لتنظيم الـ"بي كي كي PKK". ومن المعروف أن تركيا لا ترغب في أن يكون للأكراد استقلال ذاتي على حدودها مع سوريا والعراق.
ومن جهة ثانية فان وجود تنظيم الـ"بي يه دي" يمنع بشكل ما سيطرة قوات تنظيم الدولة الإسلامية على الحدود التركية مع سوريا. فلو فقدت التنظيمات الكردية السيطرة على المناطق الخاضعة لحكمها، فإن سيطرة تنظيم الدولة على تلك المناطق ستكون أمرا محتما.
مشكلة الرهائن
لم تأخذ الحكومة التركية تنظيم الدولة الإسلامية في بداية الأمر. وكذلك سقوط الموصل وإعلان الخلافة على محمل الجد. ولكن مع مرور الزمن أثبتت داعش أنها ليست لقمة سائغة وأنها تشكل عائقا أمام دول المنطقة. وهنا يمكن أن نقول أن نتظيم الدولة عندما اختطفت الرهائن الأتراك في القنصلية التركية في الموصل، قامت بحد تحركات الدولة التركية في العراق وسوريا.
ربما تصرف تنظيم الدولة بناء على أن أي رئيس منتخب لن يقدم على أي تصرف يعرض حياة مواطنيه للخطر. لذلك يجب على الولايات المتحدة الأمريكية أن تخطو بخطوات جادة في سبيل إنقاذ الرهائن الأتراك إذا أرادت أن تكسب مشاركة تركية في حملتها ضد داعش.
الصراع داخل تركيا
إذا لم تستطع الحكومة التركية محاربة تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق، فإن حكومة داود أوغلو بإمكانها أن تحارب هذا النتظيم في الداخل التركي. وذلك من خلال:
1- إقناع الرأي العام التركي بأن تنظيمات مثل داعش وغيرها، غير مرغوب فيها وأن تركيا لا تدعم مثل هذه التنظيمات.
2- عدم السماح لتنظيم داعش باستخدام الأراضي التركية كمعبر لها أو كمقر لوجستيي لعملياتها في المنطقة.
3- محاولة منع المواطنين الأتراك من الانضمام إلى تنظيم الدولة الإسلامية.
4- إقناع الرأي العام التركي بأن تنظيم الدولة الإسلامية تشكل خطرا مباشرا على سيادة تركيا أيضا.
5- تحريض الشعب على أخذ مواقف أيديولوجية مضادة لمثل هذه التنظيمات.
6- دعم الفئات التي تحارب تنظيم الدولة ولو بشكل سري.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس