ترك برس
قالت الكاتبة الأردنية "احسان الفقيه": "إزاء التخلي الأمريكي الواضح عن قضايا المنطقة، وفي ظل الصمت العربي المُطبق، وفي الوقت الذي انحازت دول عربية إلى الحلف الروسي الإيراني، تقف (السعودية الأم) وقطر وتركيا حجر عثرة أمام الهيمنة الروسية والإيرانية في المنطقة".
وأوضح الفقيه في مقالة لها نُشرت عبر "عربي21" بعنوان "حلف الفُضول.. شوكة في حلقوم الروس والفرس"، بأن موسكو تسعى لتكون الفاعل الأول والمؤثر الأقوى في سير الأزمة السورية، وتتبنّى - إضافة إلى العمليات العسكرية - رعاية المفاوضات مع الأطراف المعارضة لبقاء الأسد".
أضافت: "الثلاثي الشريف يتحرك على الأرض وحده دون دعم ورعاية خارجية لأول مرة، وبفاعلية وقوة وتأثير على مسرح الأحداث. السعودية وقطر وتركيا قد اتحدت كلمتها (فعليّا) في التعاطي مع الملفات والأزمات القائمة في المنطقة وعلى رأسها الأزمة السورية، التي بات موقف هذه الدول منها واضحا، فهي ترى الحل السياسي (نعم لإنقاذ ما تبقى من سوريا التي نُحبها وأهلها)، لكنها لا تستجيب لخداعات "دي ميستورا" في إدراج الأسد بأي حل سياسي اتفاقا مع الرغبة الروسية الإيرانية، بل وتُصر على استبعاده، ليقينها أن أزمة سوريا لا يمكن حلها في ظل بقاء ذلك السفاح، وهو ما أكدت عليه العديد من دول أوروبا".
وأشارت إلى أن، تركيا تواجه عقبات التعثّر السياسي وضربات الإرهاب في الداخل، وتواجه على الصعيد الخارجي عرقلة مساعيها لإقامة منطقة عازلة في الشمال السوري بعد تدخل موسكو، وأنها لا زالت تُصرّ وبقوة على استبعاد الأسد.
وأفادت الفقيه بأن تركيا تواجه التحالف الروسي الإيراني، بتعزيز التعاون والتنسيق والتحالف مع السعودية وقطر، لمواجهة المشروعين الروسي والإيراني في المنطقة. وقالت: "الزيارات المتتابعة للرموز السعودية والقطرية إلى تركيا في ظل الأزمات الراهنة، تُبشّر بتنامي قوة هذا التحالف المبارك. إحدى هذه البشارات كان التدريبات العسكرية التي أجرتها القوات المسلحة القطرية مع نظيرتها التركية منذ أيام تحت اسم (نصر 2015)".
وتابعت قائلةً: "الحديث الآن انتقل إلى طور مباحثات للتدخل العسكري القطري السعودي التركي في سوريا، والذي يترتب عليه وقف المشروعين الإيراني والروسي في المنطقة. الصراع باتت واضحة معالمه، والعرب يتجهون رويدا إلى الانحياز إلى أحد الفُسطاطين، إما إلى التحالف القطري السعودي التركي، أو إلى التحالف الروسي الإيراني الأسدي، ولن يكون هناك مجال للوقوف على الحياد لأي دولة من الدول العربية .. فإما مع الشرفاء وأنصار الحقّ وحُماة الدين والديار.. وإما مع الجحيم".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!