جلال سلمي - خاص ترك برس
بعد انتهاء الانتخابات البرلمانية المُبكرة التركية رأى معظم الخبراء في أول سطر في مقالتهم ودراساتهم الخاصة بتقييم أسباب ونتائج الانتخابات الأخيرة "نتائج الانتخابات كانت فوق التوقع والتخمين". بعد انتخابات 7 حزيران/ يونيو البرلمانية السابقة صدرت نتيجة الانتخابات التي بينت بأن حزب العدالة والتنمية لا يمكن له بعد اليوم تشكيل حكومة بمفرده وربط العديد من علماء السياسة التاريخيين هذه الانتخابات ببداية انهيار حزب العدالة والتنمية استنادًا إلى التجربة السياسية الخاصة بجميع أحزاب الأغلبية السابقين، في تركيا، الذي انهاروا بشكل تدريجي بعد خسارتهم لأول انتخابات برلمانية.
ولكن انتخابات 1 تشرين الثاني/ نوفمبر ونتائجها غيروا هذه النظرية الخاصة بانهيار أحزاب الأغلبية في تركيا إذ استطاع استعادة أصواته السابقة والزائدة ببعض النقاط في تجربة هي الأولى من نوعها في عالم التجارب الديمقراطية.
ثمة الكثير من الكتاب السياسيين الذين أشادو بهذه التجربة كونها الأولى من نوعها حول العالم، ومن الذين تطرقوا لهذه التجربة وعملوا على تقييمها الكاتب السياسي منسق مكتب مركز الدراسات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في إسطنبول ميدايام يانيق وذلك من خلال دراسة أكاديمية له بعنوان "حدث تغير جذري في الأصوات خلال 5 شهور "نُشر على الصفحة الرسمية لموقع المركز بتاريخ 2 نوفمبر 2015، ويبين يانيق في دراسته بأن "هذه التجربة هي نابعة من غضب المواطن التركي على ماجرى في تركيا خلال الخمس الشهور السابقة التي عقبت انتخابات 7 يونيو".
ويرى يانيق في دراسته بأن "الناخب التركي رأى يقينًا بأن حزب العدالة والتنمية عنصر سياسي لا يمكن التخلي عنه إطلاقًا من أجل خطط الاستقرار على الصعيدين السياسي والاقتصادي، نسبة الانضمام كان 88% وتأثر حزبي الحركة القومية والشعوب الديمقراطي سلبًا من هذه الانتخابات بينما استطاع حزب الشعب الجمهوري الحفاظ على أصواته ومقاعده ولم يخسر منها إلا القليل جدًا، أما حزب العدالة والتنمية فقط أحدث تغير إيجابي هو الأول من نوعه في تاريخ تركيا وتاريخ الدول الديمقراطية أجمع".
ويشير يانيك في دراسته إلى أنه "أكد في أكثر من دراسة له بأن الذي يؤثر على الانتخابات ليس عامل الزمن إطلاقًا بل عامل المتغيرات النفسية والاقتصادية ما قبل وما بعد الانتخابات، العوامل النفسية كان لها تأثير كبير على صوت الناخب لا سيما الناخب الذي واجه خيبة أمل في عدم تنفيذ الجهات التي قام بانتخابها إلى ماتهوى إليه والناخب من جميع الطبقات الاقتصادية الذي أيقن بأن الاستقرار الاقتصادي في زعزعة طفيفة يمكن أن تتطور جوانبها في ظل عدم وجود الحزب الذي ارتبط اسمه باسم الاستقرار والتقدم والتنمية في تركيا".
وحسب ما أورد يانيك في دراسته أيضًا؛ فإن حزب العدالة والتنمية يُعتبر الحزب الوحيد الذي حاز على تجربة تغيير الأصوات بشكل جذري فائق لجميع التوقعات والاحتمالات، العوامل التي جعلت حزب العدالة والتنمية يحظى بهذه التجربة متنوعة مابين متعلقة به وما بين متعلقة بالأحزاب الأخرى ومابين متعلقة بالتغيرات والتطورات التي جرت ما بعد انتخابات 7 يونيو ولكن يبقى ارتباط حزب العدالة والتنمية بالأمن والاستقرار والتقدم الاقتصادي والحقوقي هو العامل الأساسي الذي غير من كفة الميزان لصالح حزب العدالة والتنمية وجعله يحظى بتجربة لم يحظى بها أي حزب آخر.
ـ نتائج هذا التغير الجذري:
في إطار تعقيبها على نتائج الانتخابات تبين الكاتبة السياسية خديجة كاراهان أيضا ً من خلال مقال سياسي لها بعنوان "لسان حال الصندوق" نُشر في جريدة يني شفق بحال 2 نوفمبر 2015، بأن هناك بعض النتائج التي ولدها التغير الجذري في الانتخابات التركية الأخيرة وسردت هذا النتائج بالشكل التالي:
ـ تأكيد نظرية العمل المؤسساتي داخل حزب العدالة والتنمية وتأكيد الناخب عدم ارتباطه بشخص معين بل ارتباطه بالعمل المؤسساتي للحزب.
ـ رسخ داود أوغلو من قيادته السياسية؛ إذ أثبت نجاحه السياسي التطبيقي كما هو نجاحه النظري.
ـ دخول تركيا إلى الشوط الثاني من عملية التقدم والتنمية وبدأ عملية بناء تركيا الجديدة.
ـ ميلاد إمكانية إحداث تغييرات جذرية في الدستور التركي الذي يعتبر ميراث مؤلم للانقلاب العسكري الذي حدث عام 1980.
ـ إمكانية حدوث تغيير في قيادات الأحزاب السياسية الأخرى الذين لم ينجحوا في التوافق وتولي الحكم بعد إتاحة الفرصة لهم.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!