ترك برس
بدأت تركيا، بعد صدور نتائج الانتخابات البرلمانية الأخيرة التي جرت بتاريخ 1 تشرين الثاني/ نوفمبر 2015، على عتبات مرحلة جديدة مُميزة بفوز حزب العدالة والتنمية من جديد ليستلم الدورة الرابعة من مقاليد الحكم، في تركيا، بمفرده ودون أي شريك ائتلافي.
بدأ حزب العدالة والتنمية حكم تركيا عام 2002 واستمر في حكمها إلى يومنا هذا واليوم وبعد إجراء الانتخابات البرلمانية الأخيرة تبين بأن فترة حكمه ستستمر إلى عام 2019، ولكن ما يجعل الدورة الحالية مختلفة عن الدورات السابقة لفترة حكم الحزب، حسب رأي العديد من الخبراء؛ ميلاد قائد جديد في تركيا وهو أحمد داود أوغلو وبالتالي ميلاد خطط تطوير وتنمية جديدة مُجتمعة جميعها تحت مُسمى "تركيا الجديدة"، هذا المُصطلح أو العنوان تم اختيار من قبل القائد الجديد داود أوغلو ليكون عنوان المرحلة الجديدة.
وحسب الخبير السياسي برهان الدين دوران الذي يوضح جوانب ومُقومات المرحلة الحالية لتركيا من خلال مقال سياسي له نُشر على الصفحة الرسمية لمركز الدراسات السياسية والاقتصادية والاجتماعية "سيتا" بتاريخ 3 نوفمبر 2015، فإن "انتخابات 1 نوفمبر هي انتخابات استثنائية ونوعية في تركيا والنتيجة التي صدرت عنها كانت بمثابة المفاجأة لجميع الأحزاب السياسية بما فيهم حزب العدالة والتنمية وشركات الأبحاث والمواطنين العاديين، حيث لم يتوقع أحد إطلاقًا هذه النتيجة التي كانت بمثابة ميلاد جديد لقائد سياسي جديد يُدعى أحمد داود أوغلو المعروف بهندسته للسياسة التركية منذ عام 2009 والمُعروف بطرحه لمصطلح تركيا الجديدة المتمتعة ذات القوة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافة الاستراتيجية".
ويُردف دوران في مقاله بأن "هذه المرحلة هي عبارة عن سلم تحدي جديد لحزب العدالة والتنمية، هذا السلم مليء بالعديد من العثرات الداخلية والخارجية ولكن يبدو أن إصرار داود أوغلو على تحقيق التقدم والتنمية لتركيا وتجربته السياسية في هذا المجال سيكونان أكبر من هذه العثرات".
ويستند دوران على طرحه الخاص بنجاح أحمد داود أوغلو إلى مايرنو إليه من تقدم وتنمية إلى "حجم التغير الدراماتيكي الذي استطاع حزب العدالة والتنمية الحصول عليه في زمن قياسي جدا ً حيث استطاع خلال أقل من خمس شهور رفع نقاطه الانتخابية من 40% إلى 49,5% في ظاهرة هي الأولى من نوعها حول العالم، الذي يستطيع إحداث هذا التغير الجذري في فترة قصيرة كهذه يستطيع صناعة صفحة جديدة من تاريخه المتثق بخطط إنشاء تركيا الجديدة حسب خطط ونظريات زعيم الحزب ورئيس الوزراء أحمد دواد أوغلو".
وكما يشير الباحث السياسي خيرالدين ألتون، الذي تناول موضوع الصفحة الجديدة لفوز حزب العدالة والتنمية من خلال مقال سياسي بعنوان "مبارك تركيا الجديدة" نُشر في جريدة صباح التركية بتاريخ 3 نوفمبر 2015، بأن "اعتراف حزب العدالة والتنمية بأخطائه خلال الفترة السابقة وتأكيده على محاولته لتفادي تلك الأخطاء وتخطيها أعادت ثقة الناخب من جميع الأطراف"، كما أوضح أحمد داود أوغلو منذ اليوم الأول لإعلان نتائج 7 يونيو 2015 بأن "الشعب أراد إعطاء حزب العدالة والتنمية درسًا من خلال سحب بعض الأصوات عنه وحزب العدالة والتنمية تلقى هذا الدرس وسيحاول على تفادي جميع الأخطاء التي صدرت عنه في الفترة الأخيرة"، اعتراف أحمد داود أوغلو بخطأ حزبه وعدم جدية أحزاب المعارضة في تأسيس حكومة ائتلافية مع حزب العدالة والتنمية من خلال وضع العديد من الشروط التعجيزية جعل الناخب التركي يُعيد ثقته بحزب العدالة والتنمية ويفقدها بالأحزاب الأخرى التي أثبتت عدم إمكانية توافقها السياسي من أجل القضاء على حالة الغموض وعدم الاستقرار التي أصابت البلاد عقب انتخابات 7 يونيو".
ويرى ألتون بأن "بعد نتائج هذه الانتخابات أصبح حزب العدالة والتنمية على أعتاب مرحلة تاريخية جديدة، داود أوغلو عرف هذه المرحلة بمصطلح "تركيا جديدة" وأشار من خلال هذه المرحلة إلى الاستمرار في التقدم السياسي والاقتصادي والثقافي لتركيا وأكد من خلالها على التقدم الاجتماعي لتركيا ومواطينها، هذا التقدم الاجتماعي مُعتمد على إعادة اللُحمة وروح الوحدة والتوافق إلى تركيا وشعبها من أجل حجب سياسة الاستقطاب ودرءها عن تركيا، صفحة تركيا الجديدة تبدو لامعة بالمؤاشرات التي تُشير إلى التقدم السياسي والعسكري والاقتصادي والثقافي بشكل مُكثف لتركيا وذلك بجهد مواطنيها جميعًا بلا استثناء، حيث سيتم نشر وعي ومسؤولية هذا التقدم بينهم على مستويات عالية".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!