أوكان مدرس أوغلو - صحيفة صباح - ترجمة وتحرير ترك برس
عاد التقارب بين تركيا وإنجلترا ليتسارع من جديد. وتُعتبر إنجلترا اليوم صاحبة دور كبير في نداء إغاثة اللاجئين على حدود أوروبا عبر البحر الأبيض المتوسط. لقد نشرت إنجلترا جدول الأعمال المزدحم للقمة المنتظرة في الشهر القادم مع تركيا بعد قمة العشرين.
في الأسبوع الماضي زار كل من نائب المفوضية الأوروبي فرانس تيميرانس والعضو جوهانز هان أنقرة، كما وسيزور رئيس المجلس البريطاني دونلد توسكفي ورئيس المفوضية جون كلود كونكير أنطاليا. وسيجري اجتماع ثلاثي يجمع الرئيس أردوغان مع نظيره الفرنسي هولند والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، وسيشمل جدول أعمالهم: حلولًا لأزمة اللاجئين، والمساعدات المالية المقدمة لهم، وحرية التنقل للأتراك بدون فيزا، كما وسيتم تحديد جدول زمني من أجل متابعة ما سيتم الاتفاق عليه.
عند الحديث عن اللاجئين وأزمتهم المستمرة نجد أن التفسيرات البريطانية غريبة وعجيبة، إذ يرون أن على اللاجئين القادمين من سوريا والعراق عبر تركيا أن يحلوا أزمتهم ومشاكلهم بأنفسهم، ويزيدون على كلامهم فيقولون وهم مقتنعون بما قالوا: "إن تركيا لم تطلب المساعدة" وكأنهم فهموا سياسة الباب المفتوح لتركيا بشكل خاطئ. في المقابل كانت أنقرة قد أوضحت وبشكل متكرر ضرورة مشاركة دول العالم في حل أزمة اللاجئين، وأشارت إلى أنها تحتاج إلى 8 مليار يتم جمعها من أجل محاولة حل الأزمة.
أما أغرب ما ظهرت عليه بريطانيا هو: اعتقادها بأن حدود تركيا يجب أن تتعامل مع أزمة اللاجئين السوريين مثلما تعاملت معهم في أزمة لاجئي بلغاريا عام 1989 وأزمة لاجئي البوسنة عام 1991، وفي الوقت الذي تمنع فيه كل الدول محاولات التنقل عبر حددها؛ نرى أن إنجلترا تجاهلت المخاطر الأمنية والسياسية والاقتصادية المحتملة التي قد تهدد إنجلترا كما تهدد تركيا. وفي الافتراض الأخير لإنجلترا بما يخص أزمة اللاجئين، فهي ترى أن وجود اللاجئين يجب أن يستر في تركيا لأنها الأنسب والأقرب في حال أراد اللاجئون أن يعودوا إلى ديارهم.
باختصار، ترى بريطانيا أزمة اللاجئين على النحو التالي: يتم إرسال اللاجئين لأفريقيا، ومن ثم يتم تحويل تركيا إلى مأوى لهم، ويُقبل من بعد ذلك القليل من نُخب اللاجئين ليدخلوا بريطانيا.
تنظر بريطانيا إلى التنظيم الموازي بازدواجية كذلك، فهي تفرق بين قبول حقيقة أن التنظيم الموازي مذنب وبين الاعتراف بوجوده، ففي تقرير تم تقديمه سابقا وصف التنظيم الموازي فقال: "وإن التنظيم الموازي الذي يدّعون وجوده في الحكومة"، وقالوا أيضا "لا نقول إن التنظيم غير مخطئ، بل نقول إنهم استطاعوا الاستفادة من القانون والتحايل عليه".
بعد أن أصبح التنظيم الموازي حديث القاصي والداني عبر العالم بات من الواجب على بريطانيا توضيح مخاطر أفعال التنظيم الموازي في الأمن والاستخبارات والاقتصاد والتعليم للعالم.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس