ترك برس
اعتبر رئيس الوزراء العراقي "حيدر العبادي" وجود بعض وحدات الجيش التركي في منطقة بعشيقة، بالاعتداء السافر على "السيادة العراقية"، وطالب العبادي، في تصريحاته الصحفية الخاصة بالموضوع، الجيش التركي بالانسحاب الفوري خلال مدة أقصاها 48 ساعة وإلا "سيضطر العراق إلى ضرب تركيا لاعتدائها على سيادته في الموصل".
وفي رده على هذه التصريحات، أشار رئيس الوزراء التركي "أحمد داود أوغلو" إلى أن الجنود الأتراك المُتمركزون الآن في الموصل، تم إرسالهم إلى بعشيقة بالتنسيق التام مع محافظ الموصل السابق ووزراة الدفاع العراقية.
وفي إطار حملته لاحتواء الأزمة واستيعابها، كشفت وكالة الأناضول التركية أن رئيس الوزراء التركي "أحمد داود أوغلو" قام اليوم، الإثنين 7 كانون الأول/ ديسمبر 2015، بإرسال رسالة تحريرية إلى رئيس الوزراء العراقي "حيدر العبادي" لإطلاعه على تحركات الجنود الأتراك في ناحية بعشيقة التابعة لمدينة الموصل.
وحسب ماتورده وكالة الأناضول، فإن فحوى رسالة داود أوغلو كانت كالتالي:
"نحن نحترم ونقدس السيادة العراقية التي تظهر جميع الدول لها الاحترام والتقدير، لا يساوركم الشك إطلاقًا في قضية احترام تركيا للسيادة العراقية، وكونوا على يقين تام أن تركيا أكثر الدول حساسيةً فيما بتعلق بوحدة الأراضي العراقية والحفاظ على سيادتها".
"قواتنا الموجودة في بعشيقة تم إرسالها في مارس الماضي بتنسيق تام بيننا وبين محافظ الموصل السابق "أثيل النجيفي" ووزارة الدفاع العراقية، ونُعلمكم، في تركيا، بإننا لن نقوم بأي عملية نقل أو تغيير لجنودنا في بعشيقة إلا بعد إجراء تنسيق جديد بيننا وبينكم".
"هدفنا وقدرنا واحد ومشترك، أكد لكم أن تركيا على استعداد تام لتقديم جميع المساعدات اللازمة لطرد داعش من العراق، هدفنا من إرسال جنودنا مد يد العون إلى سيادتكم وإعلامكم بإرادتنا الجادة للتنسيق والعمل معا ً بشكل أكثر عمقًا لطرد "الإرهابيين" من الموصل ومن كافة الأراضي العراقية".
ومن جانبه، أعربت الباحثة السياسية "هلال قبلان" عن حالة الاستغراب الشديدة التي تنابتها جراء الادعاءات الباطلة التي صرفت بحق تركيا واتهمتها زورًا وبهتانًا بمحاولتها الاعتداء على السيادة العراقية وتحرير الموصل من داعش وضمها إلى تركيا.
وأوضحت قبلان أن هذه الادعاءات عارية عن الصحة ولا تمت أي صلة بتركيا التي سطرت، إلى الآن، أجمل صور احترام السيادة للدول الأخرى، والامتثال للقوانين والمواثيق والأعراف الدولية.
وأكدت قبلان أن تركيا لا تهدف من إرسال جنودها إلى بعشيقة إلا مساعدة العراق للتخلص من "الورم الإرهابي" المحتل لمدينة الموصل منذ حزيران/ يونيو 2014 وحتى الأن، وأكبر مثال على نية تركيا الصالحة قيامها بالتنسيق مع قوات "البشمركة" في تشرين الثاني/ نوفمبر 2014، من أجل تحرير منطقة "كوباني" من الهجوم الداعشي.
وتشير قبلان إلى أن قائد وحدات البشمركة "قهرمان كمال" كان قد أكد، بعد تحرير كوباني، أن "تركيا لعبت دورًا كبيرًا في تقديم الدعم اللوجستي للقوات الذاهبة لتحرير كوباني، ولولا الداعم التركي الملموس لما استطاعت قوات البشمركة والجيش الحر صد داعش عن كوباني ومحيطها".
وفي سياق متصل، أوضحت صحيفة صباح التركية، في تقريرها "مقر بعشيقة"، أن "المخيم العسكري التركي في بعشيقة تم افتتاحه قبل عامين من الأن، بالتنسيق مع وزارة الدفاع العراقية ومحافظ الموصل السابق وقيادة شمال العراق، وكان الهدف الرئيس من افتتاح هذا المخيم هو تدريب قوات البشمركة العراقية وتقديم الدعم اللوجستي والميداني، إن استدعى الأمر، للقوات المُحاربة لداعش.
وأضافت الصحيفة مبينة أن "المخيم التدريبي يتكون من ألفين جندي تركي و 140 مدرعة عسكرية، وماقامت به تركيا في الفترة الأخيرة، هو رفع عدد الجنود وتغيير بعضهم وتزويد المخيم ببعض المدراعات العسكرية الأكثر ثقلًا".
وتنقل الصحيفة، عن محافظ الموصل السابق "أثيل النجيفي"، قوله إن "رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي هو من طلب بشكل شخصي إن تقوم تركيا بإرسال بعض جنودها إلى بعشيقا لتدريب قوات البشمركة ولتنسيق هجوم مشترك ضد داعش".
وفيما يتعلق باعتراض العبادي على قدوم القوات التركية الجديدة إلى المُخيم، أفاد النجيفي أن "العبادي يعترض على قرارته السابقة، لا أعلم كيف يقوم بذلك؟، القوات التركية جاءات بناء ً على طلبه الشخصي ولم تأتي بناء ً على أهواء احتلالية أو مأرب أخرى".
وأشار النجيفي إلى أنه "في الأيام القليلة القادمة ستشهد المنطقة بعض التغيرات الجذرية".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!