بريل ديدي أوغلو - صحيفة ستار - ترجمة وتحرير ترك برس
لم يعد باستطاعة دول العالم التحكم في التغيرات الحاصلة في دولها أو الدول المحيطة بها في إطار تغيير وإعادة تشكيل الأنظمة السياسية. وبسبب المنافسة المحتدمة بين الأنظمة والتنظيمات والمجموعات في تغيير النظام السياسي واعدة تشكيل الحدود فإنه بات من الصعب وجود تعاون حقيقي بين الأطراف في رسم الخرائط السياسية. والمواضيع المهمة في هذه الخرائط هو الأماكن الاستراتيجية والمعابر لإيصال وتوصيل الثروات. فالمذهب الأكثر تقبلا اليوم هو مشاركة الثروات وتوصيلها لا احتكارها والمنافسة الفردية عليها كما تفعل روسيا.
بسبب موقع تركيا الاستراتيجي والعلاقات الجديدة مع الجيران فإن وجود مشاكل معهم يعد شيئا طبيعيا، لكن هذه العلاقات لن تستمر على ما هي عليه بل ستتغير وسيعاد بنائها من جديد. ونتذكر مثلا كيف سارت العلاقات بين أمريكا وإيران إبان الاتفاقيات الأمريكية مع إقليم شمال العراق، ورأينا كيف اصبحت العلاقات طبيعية بين إيران والغارب وبين تركيا وسوريا، واليوم نرى كيف بدأت تعود تركيا الى الاتحاد الأوروبي، كما ورأينا التعاون الروسي الاستراتيجي، والانفتاح على الاكراد. أما الآن فنرى أن العلاقات مع الغارب قد تم أحيائها من جديد، ونرى أيضا ذلك النور الخافت في نهاية نفق الازمة القبرصية، بينما أصبحت العلاقات مع كل من روسيا وإيران وسوريا والاكراد أكثر تعقيدا. كل هذا يشير إلى أن تركيا تلعب الدور الأساسي في تحديد نوعية وكيفية وأثر العلاقات مع كل الأطراف.
تحاول تركيا رؤية الصورة المضيئة والجانب الإيجابي في علاقاتها المستمرة في التعقد مع أمريكا والاتحاد الأوروبي. ولن يكتفي الدور الغربي على لعب تركيا دورها في الأزمة السوري-العراقية أو حتى في محور روسيا- إيران، بل سيكون هنالك حاجة ملحة للتعاون الاقليمي مع تركيا. أما في علاقاتها مع الشعب الكردي فهي صعبة؛ بسبب بعض المجموعات التي فضلت استخدام السلاح لتحجب الحقيقة عن الكثير؛ فساروا بلا هدى، وفي حال نجحت هذه الجهود فإن علاقات أنقرة مع الغرب ستقوى وتؤدي إلى إضعاف تأثير تحالف إيران- روسيا، ولكن ومع الأسف ما تزال هنالك مجموعات لا تريد تغيير اختيارها.
يجب على تركيا في ظل هذه الظروف إعادة تقييم اللاعبين الآخرين في المنطقة، وعلى رأس هذه القوى إسرائيل ومصر وليبيا، وفي حال لم يتم ذلك فإن المخاطر ستكون قابلة للزيادة، ولن يستطيعوا من بعدها إيقاف التقدم الروسي الذي يؤثر على الإيجابيات المحتملة لهذا التعاون.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس