نصوحي غونغور - صحيفة ستار - ترجمة وتحرير ترك برس
دخلت محاولات حل الأزمة السورية في منعطف حرج، هنا يجب تقييم قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 بشأن حل القضية السورية بشكل جيد، على الرغم من عدم وجود آليات واضحة حول تطبيقه. خاصة بعد التوتر الذي صاحب تطور الأوضاع على الجانب السوري في ظل الأزمة الروسية التركية.
هنا نلاحظ أن القرار يدعو إلى وقف إطلاق النار بين جميع الأطراف على أن تكون هناك جهة دولية تراقب عملية وقف إطلاق النار. و ينص قرار مجلس الأمن على أنه يجب على جميع الأطراف الالتزام بقرار وقف إطلاق النار على أن تتم أدارة مؤقتة تقوم بعملية إدارة البلاد و تشكيل أرضية للحوار بين الأطراف بدعم دولي وإقليمي.
هناك نقاط غير واضحة ومبهمة، على سبيل المثال من هي القوى التي تمثل المعارضة السورية؟ ما هو مصير الأسد وهل سيشارك في اي انتخابات قادمة؟ وهذه نقاط لم يتطرق لها قرار مجلس الأمن الدولي.
وكذلك يجب التذكير بقرار سابق لمجلس الأمن الدولي حول إيقاف إستخدام البراميل المتفجرة والسماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين، غير أن هذا القرار لم ينفذ بسب عدم وجود آلية واضحة لتنفيذ القرار.
في ضوء ما حدث في السباق يجب التركيز على عدة نقاط وهي أن أي قرار يتخذ يجب أن تكون هناك قوة تستطيع أن تفرضه على الأرض، فروسيا بعد قرار مجلس الأمن الدولي قامت بالتخل المباشر في الساحة السورية وقامت بالوقوف إلى جانب النظام السوري وتعزيز موقفه.
لا شك أن هناك نقاطًا غير واضحة المعالم حتى في الاجتماع الذي شهدته العاصمة النمساوية فيينا، وكذلك هناك غموض في طريقة التعامل مع النظام السوري ومصير الأسد، خاصة بعد تصريحات وزير الخارجية الأمريكي جون كيري حول إمكانية بقاء الأسد ومواجة داعش، حيث أظهرت هذه التصريحات عن عدم وجود تعريف واضح حول داعش ومصيرها في سوريا.
هنا يجب أن يتم اتخاذ مواقف حاسمة من الحملة التي تسعى إلى تسويق وجود علاقة بين تركيا وتنظيم داعش في سوريا، خاصة أن هنا قوى تسعى إلى إيجاد خلل في التوازنات السياسية في أنقرة، فكما يتم استخدام بطاقة داعش للضغط على أنقرة فإنه يتم تفعيل نشاط تنظيم بي كي كي الإرهابي من جانب أخر. بل ويتم تسويق حملات إعلامية إقليمية ودولية لإظهار أن تركيا تقف إلى جانب داعش.
هنا على تركيا أن تقوم بحملات مضادة وأن تتعامل مع كل التوازنات في المنطقة بدقة وحذر، خاصة أنه يتم تفعيل دور وحدات حماية الشعب الكردي في شمال سوريا بالتزامن مع تحركات تنظيم بي كي كي الإرهابي في الجانب التركي، فتركيا لديها الخبرة والحنكة في التعامل مع كل المستجدات من غير الانجرار إلى استفزازات، كما أن لدى تركيا حملات ستكسر المألوف في التعامل مع هذه المسائل الشائكة.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس