نصوحي غونغور - صحيفة ستار - ترجمة وتحرير ترك برس
كانت حادثة إعدام رجل الدين الشيعي في السعودية، بمثابة الرصاصة التي أشعلت فتيل أزمة بين السعودية وإيران، فحالة الشد والجذب بين البلدين وصلت إلى الذروة قبل هذه الحادثة، وردود فعل إيران القوية تجاه السفيرالسعودي في طهران، والتصريحات القادمة من هناك، والأحداث الملتهبة في سوريا واليمن والبحرين، تشير كلها إلى أنّ الأمور تتجه نحو مزيد من التصعيد.
ولا بد هنا من التذكر بتصريحات وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، التي قالها في المؤتمر الصحفي الذي عقده برفقة وزير الخارجية الألماني في الرياض، حينما قال: "إيران تحتل جزءا من الأراضي السورية، وتقتل المدنيين، وما دام احتلالها مستمرا للأراضي السورية، فإنّه من الصعب أن يكون لها دور في حل الأزمة السورية".
وتركيا أصبحت اليوم ذات أهمية كبرى في الأزمة العالقة بين إيران والسعودية، فتركيا جارة لإيران، وعلى علاقات متميزة مع السعودية، وأردوغان توجه بطاقم كبير نحو المملكة العربية السعودية نهاية العام الماضي، وبعثت الدولتان رسائل ساخنة وقوية للمنطقة وللعالم أجمع.
العلاقات بين إيران وتركيا، ودعم تركيا الواضح لمشروع الطاقة النووية في إيران، تعرضت لهزة قوية مع بدء الحرب الأهلية في سوريا، لكن مشاريع الطاقة والمشاريع الاقتصادية، لم تتأثر من هذا التوتر، وأنقرة تبذل كل ما في وسعها لعدم تحول التنافس بين البلدين إلى صراع بينهما، وساهمت سياسة أنقرة تلك بمنع زيادة التوتر، لكن المسألة السورية اليوم أصبحت على مفترق طرق حادة، وتمسك إيران الثابت والمستمر بنظام الأسد، سيجعل الأمور وكأنها صعبة جدا.
لا شك في أن الانعكاس الأول للتوتر الحاصل بين طهران والرياض سيكون على القضية السورية، وفي الوقت نفسه سيكون لذلك انعكاسات أيضا على الدور التركي، وخصوصا فيما يتعلق بمسألة "الحدود الجديدة"، وذلك سيحدد ما سيحصل في سوريا، وسيكون هذا الأمر بمثابة نقطة الانطلاق الأهم لعملية رسم الحدود الجديدة، وسيحدد مَن سيكون إلى جانب مَن في حرب القوى العظمى.
على تركيا في هذه الأيام، أن تستمر في موقفها الرافض لتحويل الأزمات بين السعودية وإيران إلى أزمة مذهبية وطائفية، وعليها التمسك بذلك اليوم أكثر من أي وقت مضى، ليكون موقفها راسخا، وثابتا، ويمثل نموذج يُحتذى به، لأن السلام في المنطقة يمرعبرهذه الطريق.
ومن يعتقد أنّ تمسك أردوغان بموضوع مكافحة الإرهاب، مجرد إجراء أمني عرضي، لا يفقه شيء حول حقيقة الطوفان الذي سينفجر في المنطقة، ومن يتحدث عن أن حفر الأنفاق في المدن والمحافظات الجنوبية، هدفه تحقيق السلام، واهم، لأن تلك الأعمال تأتي ضمن إطار الخطط الموضوعة لإعادة رسم حدود المنطقة.
لا يكفي أن نفشل تلك المخططات، وعلينا تشكيل خط دفاع استراتيجي لحماية حدودنا وأرضنا، كما يتوجب علينا أن نكون جزءا من العملية التي يجري الإعداد لها في المنطقة، وعلينا أن نكون فاعلين فيها ومؤثرين، ونساهم في تحديد شكل الاستقرار الجديد في المنطقة.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس