مصطفى كارت أوغلو - صحيفة ستار - ترجمة وتحرير ترك برس
وضع مساعد الرئيس الأمريكي جو بايدن الدولة التركية وحزب الاتحاد الديمقراطي في نفس الكفة عندما طلب من تركيا إيقاف ضرباتها الجوية التي تستهدف بها الحزب، وفي سعيه لاستغلال الحزب أيما استغلال طلب وبإصرار من تركيا التكيف وبذل الجهود لتقبله، ثم أضاف في آخر حديثه وقال "لنعمل جاهدين مع بعضنا البعض من أجل إعادة فتح طرق المساعدات إلى حلب"، فهل يطلب بكلماته الأخيرة هذه تعاون تركيا مع حزب الاتحاد الديمقراطي الذي يُصنف إرهابيا في قوائمها؟ وهل يتمنى أيضا ترك الحزب على هواه عندما طلب التعاون بين الفريقين؟ في نفس الوقت تسعى تركيا جاهدة لإيقاف لعبة تحالف روسيا وإيران والأسد وحزب الاتحاد الديمقراطي التي تهدف إلى قطع الإمدادات عن حلب، وتسأل في الوقت نفسه: لماذا لا يتم تشكيل مثل هذه الجبهة ضد معاقل تنظيم داعش في الرقة؟
اعترضت تركيا على تلك التصريحات، وقال رئيس الوزراء داود أوغلو: "على عناصر وحدات حماية الشعب الكردي أن يبقوا بعيدين عن مدينة أعزاز، ففي حال اقتربوا منها سنضربهم وندمر مطار منّغ العسكري"، في المقابل رد رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي صالح مسلم وقال: "لا يوجد لتركيا أي حق في التدخل بالساحة السورية"، وكانت تصريحاته هذه وكأنه يتحدث باسم النظام الذي ظهرت علاقته معه منذ وقت طويل، لكن الموقف الأمريكي يرفض أن يعترف بعلاقتهم مع روسيا وإيران والأسد.
وفي تلخيص الأزمة السورية خلال الأربع سنوات الماضية نذكر ما يلي:
1- كوّنت أمريكا تحالفا دوليا وكان الهدف هو "سوريا بدون الأسد"، لكن الموقف الروسي عارض ذلك بحق الفيتو الخاص به وطالب بالحلول الدبلوماسية.
2- ثم انقلبت الصورة ليتحول الروس إلى القوة العسكرية ويتدخلوا بشكل مباشر ومن ثم إنشاء غرفة عسكرية موحدة مع حزب الاتحاد الديمقراطي في عفرين.
3- تدخلت إيران لدعم الأسد عبر توجيه حزب الله اللبناني في البداية ثم تلاها تدخلها المباشر وإرسال المليشيات الشيعية من العراق.
4- أنشأ حزب الاتحاد الديمقراطي منطقته وحدوده بعدما دعمته أمريكا وغطته جويًا بطائراتها في أثناء طرد داعش.
5- بعد الخط التركي الأحمر الذي تم فرضه على الأكراد بمنعهم من تجاوز غرب الفرات، شكلت وحدات حماية الشعب الكردي تحالفًا مع الروس للتحرك من عفرين نحو الشرق.
6- توجد في المناطق الشرقية التي يهاجمها حزب الاتحاد الديمقراطي المعارضة المعتدلة التي دعمته وساندته في طرد داعش من كوباني!
7- هرب اللاجئون في البادية من بطش الأسد ثم من داعش ثم من وحدات حماية الشعب الكردي والآن يهربون من تفجيرات الروس.
8- وبهذه الطريقة كان الأسد ووحدات حماية الشعب الكردي يمارسون جرائم الإبادة العرقية مع معارضيهم.
9- قابل الكرملين الحصار الذي فرضه عليه الغرب وإسقاط تركيا لطائرته بعمليات طرد السكان الممنهجة عبر أساليبه الإجرامية المختلفة لزيادة التوتر الناتج عن مشكلة اللاجئين.
10- باتت تركيا تواجه الجبهة الرباعية المُشكلة من تحالف روسيا وإيران والأسد وحزب الاتحاد الديمقراطي بسبب دعمها للمعارضة.
والنتيجة:
- فشلت أمريكا وتحالفها الدولي في الخروج بسياسات فعّالة لحل الأزمة السورية، كما فشلت في حفظ توازن المعادلة الدبلوماسية بسبب زيادة ضغط أزمة اللاجئين، في المقابل نجح تحالف إيران وروسيا والأسد بقوتهم العسكرية.
- مع بداية تضرر الغرب من أزمة اللاجئين بدؤوا يتحدثون عن المنطقة الآمنة التي طالبت بها تركيا منذ وقت طويل، وهوما ظهر في كتابات صحيفتي الإندبندنت والواشنطن بوست.
- ما زالت أمريكا تدعم حزب الاتحاد الديمقراطي رغم كل التحذيرات والصرخات التركية بأن ما تقدمه أمريكا من سلاح لهؤلاء الإرهابيين يصل في النهاية لأيدي إخوانهم في المدن التركية؛ وهو ما عزز مظاهر الإرهاب فيها.
- ومع كل هذه المعمعات نرى وسائل الإعلام الأمريكي تنشر وتقول إن "تركيا تهاجم الأكراد"!
في النهاية أحب أن أنهي بكلمات متحدث رئاسة الجمهورية إبراهيم كالين: "إن عملية حصر الأكراد بحزب العمال الكردستاني لا تختلف عن حصر المسلمين بداعش، كما ولا تختلف صورة دعم أمريكا للحزب من أجل الضغط على تركيا عن صورة دعم داعش من أجل الضغط على أمريكا".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس