ترك برس
قال عقيد الاستخبارات الروسي السابق، بول باسانتس، إن "موسكو باتت متخوفة من جدية السعودية وتركيا ودول عربية أخرى في القيام بعملية برية في سوريا، مما قد يؤدي إلى نشوب حرب إقليمية غير مضمونة النتائج، واتخاذ الأزمة أبعادا خطيرة".
جاء ذلك تعليقا على إعلان موسكو وواشنطن توصلهما إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في سوريا، حيث عبّر عن تشكيكه في نجاح الاتفاق، مع أن روسيا وأميركا هما طرفا الاتفاق وهما اللاعبان الأكثر تأثيرا في الصراع السوري.
واعتبر باسانتس أن قيام الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بالإعلان بنفسه عن الاتفاق محاولة للإيهام بجدية موسكو في إنجاحه، ولكسب موقف أمام الغرب.
وأوضح باسانتس أن هناك عدة عوامل وراء الموقف الروسي المستجد، في مقدمتها تعرض روسيا لضغوط كبيرة من واشنطن لوقف القصف الجوي في سوريا، مشيرًا إلى أن روسيا تأمل أن يسهم موقفها الجديد في سوريا في إيجاد لغة مشتركة مع الولايات المتحدة لحل الأزمة الأوكرانية.
ولفت باسانتس إلى أن روسيا باتت تخشى من استمرار تراجع اقتصادها مع ارتفاع كلفة التدخل العسكري في كل من سوريا وأوكرانيا، ولا سيما أن موسكو متخوفة من أن إطالة أمد الحرب وانعكاساتها المستقبلية قد تدفع إلى تنامي المعارضة الداخلية.
وأعلنت الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا، في بيان مشترك وزّعته الخارجية الأمريكية يوم الإثنين الماضي، التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في سوريا، يبدأ العمل به اعتباراً من السبت المقبل 27 فبراير/ شباط الجاري، وأضاف البيان، أن "وقف الأعمال العدائية سيتم تطبيقه بين الأطراف المشتركة في النزاع السوري، والتي أعربت عن التزامها وقبولها بشروطه، بما يتلاءم مع قرار مجلس الأمم المتحدة للأمن الذي يحمل رقم 2254، وبيانات المجموعة الدولية لدعم سوريا".
وأكد البيان، أن "وقف إطلاق النار لن يشمل داعش، وجبهة النصرة، أو منظمات أخرى مصنفة من قبل مجلس الأمن كمنظمات إرهابية"، وطالب "أي طرف مشترك في عمليات عسكرية أو شبه عسكرية، عدا داعش وجبهة النصرة والمنظمات الإرهابية الأخرى، بأن يبلغ روسيا أو الولايات المتحدة كرئيسين للمجموعة الدولية لدعم سوريا، عن قبوله بشروط وقف الأعمال العدائية قبيل الساعة 12:00 من ظهر يوم 26 فبراير/ شباط 2016 بحسب توقيت دمشق"، مشيرًا أن "تنفيذ وقف إطلاق النار سيتم بطريقة تعزّز الاستقرار، وتحمي الأطراف المشتركة فيها".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!