محمد حامد - خاص ترك برس
أرجع المحلل العسكري الإسرائيلي عاموس جلبوع الإعلان الروسي المفاجئ عن الانسحاب من سوريا إلى فشل الروس في تحقيق أي إنجاز إستراتيحي لصالح قوات النظام السوري أو المرتزقة الشيعة المتعاونين معه، وأههما استعادة السيطرة على حلب، أو تطويق الحدود السورية التركية، أو ثني المعارضة المسلحة عن مطالبها بإسقاط الأسد.
وأشار جلبوع الرئيس السابق لشعبة الأبحاث في المخابرات العسكرية الإسرائيلية في مقال بصحيفة معاريف، إلى أن الأسباب التي طرحها المحللون للانسحاب كلها صحيحة، ومنها التكلفة الاقتصادية الباهظة للحرب، وانخفاض أسعار النفط، وذكريات الروس المؤلمة في أفغانستان، والأزمة مع تركيا والناتو، ومواجهة العالم السني.
وأضاف جلبوع إن إعلان بوتين عن أن القوات الروسية حققت جميع أهدافها قد يكون إشكاليا، ليس لأن هذه الأهداف لم تفصل فحسب، بل لأن القوة الروسية لم تحقق أهدافها، وتركت المهمة دون أن تكتمل.
ولفت جلبوع إلى أن التدخل الروسي الجوي الضخم حقق بعض الإنجازات لقوات الأسد على الأرض، لكنه فشل في تحقيق الحسم، حيث بقي الوضع دون تغيير.
وأوضح أن قوات الأسد فشلت في استعادة الجزء الخاضع لسيطرة المعارضة في حلب أو حتى حصاره، كما فشلت قوات الأسد والمرتزقة في الوصول إلى الحدود التركية، كما أن محافظة إدلب الواقعة شمال غرب سوريا وتهدد اللاذقية، العاصمة العلوية، لا تزال تحت السيطرة التامة للمعارضة.
وتابع أن المعارضة لا تزال حية، ولم تتخل عن مطلبها بإسقاط نظام بشار العلوي، "صحيح أن المعارضة السنوية تضررت، لكنها لا تزال على الأرض، أما داعش وجبهة النصرة فقد تضررت بالكاد من القصف الروسي".
وقال جلبوع إن أكثر المتضررين من خروج القوات الروسية هم الأسد وحزب الله وإيران التي سحبت معظم قواتها أيضا من سوريا، وتركت المهمة إلى ممثليها هناك وأقواهم حزب الله الذي سينزف مزيدا من الدماء في سوريا.
وخلص المحلل الإسرائيلي إلى أن السبب العميق للانسحاب الروسي هو أنهم فهموا بعد بضعة أشهر ما احتاجت إسرائيل إلى سنوات لتفهمه في لبنان، وهو أن التدخل العسكري عديم الجدوى . أما الحديث عن تسوية سياسية في جنيف فهو كلام فارغ، إذا لا يوجد في الواقع بصيص أمل على الأقل خلال السنوات القادمة.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!