ترك برس

لا يقتصر الحديث عن نجاح قطاع البناء والمقاولات في تركيا على هاتين المفردتين، بل يمتد ليشمل أكثر من 200 قطاع متشعبة ومتداخلة، حسبما صرح رئيس هيئة الإعمار والبيئة ومواد البناء لدى جمعية رجال الأعمال والصناعيين المستقلين "موصياد" راحا يتكين في الاجتماع التقييمي السنوي للجمعية الذي عقد في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.

وأشار يتكين إلى أن  قطاع البناء التركي من أكثر القطاعات الاقتصادية التي توفر فرص عمل للأيدي العاملة وتمنح القطاعات الأخرى فرصة للإنتاج، مضيفًا أن نجاح قطاع البناء التركي لم يقتصر على المستوى المحلي بل امتد إلى الصعيدين الإقليمي والعالمي، كما تحولت بعض الشركات إلى شركات مساهمة عامة، مثل "أملاك كونوت"، لتوفر فرصة للعديد من المستثمرين الأجانب حول العالم ليستثمروا في شركات المقاولات التركية التي تنشط في أكثر من 90 دولة حول العالم.

وأوضح أن القائمين على قطاع الإعمار في تركيا أصبحوا من المصدرين للخبرة والمعرفة إلى دول الخارج، مؤكدًا أن الكثير من شركات المقاولات التركية أصبحت تفضل توظيف المهندسين المدنيين وعمال البناء الأتراك في عمليات التشييد، نظرًا لما يتمتعون به من مهارة ودقة في العمل.

وأشار يتكين إلى أن أنشطة شركات الإعمار التركية تتركز في دول منطقة الشرق الأوسط ودول وسط آسيا "الجمهوريات التركية" ودول شمال أفريقيا وروسيا وبعض الدول الأوروبية، منوّهًا إلى أن شركات البناء التركية تتربع على عرش المرتبة الأولى، من حيث شركات البناء الأكثر نشاطًا في الوطن العربي.

وبالحديث عن الطموحات المستقبلية لقطاع الإعمار، أعرب يتكين عن رغبته الشديدة في تربّع قطاع البناء التركي على المرتبة الأولى عالميًا، مبينًا أن ذلك ليس بالأمر الصعب، ولكنه يحتاج إلى بذل جهود مضنية على صعيد عمليات البحث والتطوير، وفي ظل الدعم الحكومي لهذه العمليات، فإن ترجمة هذا الطموح إلى واقع أمر ممكن، ولكن هناك حاجة لبعض الوقت لتحقيق ذلك.

من جهته، أفاد عضو هيئة قطاع الإعمار لدى جمعية موصياد "جينكيز يلماز" بأن قطاع الإعمار يستلهم أفكاره من العمارة السلجوقية والعثمانية، مشيرًا إلى أن قصر الرئاسة الموجود في أنقرة هو عبارة عن تحفة فنية مستلهمة من العمارة السلجوقية.

وحسب ما يبيّنه يلماز في تصريحه الصحفي المشترك مع يتكين، فإن العوامل التي أوصلت قطاع البناء التركي إلى درجة مرموقة على الصعيدين الإقليمي والدولي هي:

ـ احتواء الأناضول على مزيج فسيفسائي من المعالم المعمارية التي تعود للعديد من الحضارات، أهمها الحضارة البيزنطية والسلجوقية والعثمانية، وهذا ما شكل فرصة ذهبية للمهندسين المعماريين لاقتباس هذا الجمال المعماري وتوظيفه في أعمالهم، الأمر الذي دفع العديد من الدول الاستعانة بشركات بناء تركية لإجراء مشاريع البناء المطلوبة.

ـ اشراك الحكومة التركية فريق تعليم وتدريب لدى كل شركة بناء، ليساهم في تطوير قدرات وخبرات المهندسين والعمال على الصعيد الإداري والعملي، للوصول إلى السرعة والدقة والإتقان في العمل، وهي العناصر المطلوبة لنجاح أي مشروع معماري.

ـ توفر كافة قطاعات البناء في تركيا، وهذا ما يساهم في تدعيم شركات البناء التركية بمواد خام رخيصة نوعًا ما مقارنة بالمواد التي تنتجها دول أخرى. السعر المنافس لمواد البناء يقلل من تكاليف البناء، وبالتالي يساعد الشركات التركية في تقديم عروض أسعار منافسة، الأمر الذي يجذب الكثير من المؤسسات والدول الباحثة عن الجودة العالية والسعر المنافس لمشاريعها.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!