سامي كوهين - صحيفة ملييت – ترجمة وتحرير ترك برس
هل سنرى قرارات القمة الإنسانية التي عُقدت في إسطنبول برعاية الأمم المتحدة أمرا واقعا من خلال تطبيقها العملي؟ أم أن الأمر سيكون على غير ذلك كما كان في سابقاتها من المرات عندما تم اتخاذ قرارات مشابهة لكنها لم تُنفذ بشكل كلي أو جزئي؟ لكن ورغم كل تلك التساؤلات يمكن أن نتوقع زيادة التعاون الدولي في إطار الدعم الإنساني بعد هذه القمة، فقد تقدم السكرتير العام للأمم المتحدة بان كي مون وتعهد بتقديم تقريره عن المهمة القائمة في أيلول/ سبتمبر المقبل. ولنعلم اكانت تلك الوعود هي فقط حبر على ورق أم ستكون صادقة؛ فإن الأيام القادمة ستكون الفصل والحكم...
ألم القلوب
رأينا من إيجابيات هذه القمة التعاطف الكبير الذي اجتاح الكل بسبب الأزمات الإنسانية التي يعيشها العالم هذه الأيام، فقد ظهر للجميع حتمية ولزوم التحرك وعمل شيء من أجل إيقاف كل تلك المظالم. ففي يومين كاملين أظهر كل المشاركين مدى اهتمامهم وألم قلوبهم على ما يحدث، سواء أكان ذلك بدوافع داخلية أو خارجية سياسية أو غيرها، إلا أن الكل مجمع على ضرورة التحرك والتعاضد من أجل إيقاف معاناة 130 مليون إنسان، منهم 60 مليون إنسان أجبروا على ترك منازلهم؛ سواء بالنزوح إلى مناطق أخرى في نفس البلد أو اللجوء إلى بلدان أخرى، ففي سوريا وحدها نرى أن من أجبر على ترك بيته هم 13 مليون سوري منهم 5 مليون أجبروا على ترك وطنهم إلى تركيا ودول الجوار الأخرى.
كل هؤلاء اللاجئين يحتاجون إلى دواء وطعام ومأوى ومتطلبات حياتية أخرى، لكن سمة العجز هي المهيمنة على كل تلك المآسي، فلا الوعود الإنسانية تُحقق، والأموال اللازمة تُجمع، والدعم اللوجستي بالسلاح وغيره يٌقدم إلى مستحقيه في أطراف الصراع الداخلي...
ماذا يجب أن نفعل؟
تواجه نداءات طلب تقديم المساعدات كل الصعوبات الممكنة، وذلك بسبب ضعف الإرادة اللازمة لتحقيقه، فكثير من الدول والأطراف لا تشعر بأن من واجبها تقدم المساعدة. بينما في المقابل يجب على كل الأطراف أن تعاضد الجهود وتربط بين الشرق والغرب من أجل تقديم ما يجب في إطار خطة إنسانية شاملة.
توجهت كل الأنظار نحو إسطنبول وراقبت وناظرت القمة الإنسانية، وكان لتركيا أثر إيجابي في إظهار صورتها الإنسانية، وهنا أسأل: هل كانت رسائل إسطنبول الإنسانية كافية؟ وهل سنرى أمثلة إنسانية إيجابية أخرى مثل المثال التركي؟ سنرى ذلك...
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس