أ. محمد حامد - خاص ترك برس
من فرحة مكبوته بدت على قسمات الوجوه أو في صياغة التقارير انتظارا لما ستؤول إليه الأمور بعد الإعلان عن الانقلاب العسكري العاقر في تركيا،إلى خيبة الأمل بعد استعادة السطات التركية السيطرة على مقاليد الأمور خلال ساعات وجيزة، تحولت إلى تبني لنظرية المؤامرة بأن اردوغان هو من دبر هذه المسرحية كي يستطيع التخلص من مناوئيه والرافضين لسياسة أسلمة الدولة داخل المؤسسة العسكرية والقضائية في الدولة، انتهى الأمر ببعض المحللين الإسرائيلين إلى أن يصرحوا علانية عن أمنيتهم في حدوث انقلاب قادم يطيح بأردوغان.
وتحدث مقال نشره مركز القدس لأبحاث المجتمع والدولة الذي يشرف عليه دوري جولد مدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلية، عن أن متاعب تركيا لم تنته بعد إحباط الانقلاب، وأن الكماليين العلمانيين الذين رفضوا الخروج من منازلهم للتظاهر ضد الانقلاب، بناء على دعوة الجيش، ينتظرون الاحتفال بعيد الجمهورية في أكتوبر القادم لكي يردوا الصاع لأردوغان والإسلاميين.
وذكر كاتب المقال بنحاس عنباري أن أردوغان يستغل إحباط الانقلاب في تعزيز خططه ليصير سلطانا إسلاميا، لكن ذلك يشحذ همة الكماليين كي يدافعوا عن أنفسهم، ويردوا بحرب شعواء.
وأرجع عنباري أسباب عدم نجاح الانقلاب إلى أن الأجنحة العسكرية المشاركة فيه لم تتواصل فيما بينها كما ينبغي، وإلى أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما كان أول من أعلن تأييده لأردوغان الأمر الذي أصاب الانقلابيين الكماليين بالإحباط، ومنع الأحزاب العلمانية الكمالية من إعلان تأييدها للانقلاب.
وأضاف المحلل الإسرائيلي أن تجنب إسقاط طائرة أردوغان يعزى إلى الدعم الأمريكي له، وربما إلى تحذير الناتو والولايات المتحدة للانقلابيين من الإقدام على هذه الخطوة، وخلص إلى أنه من المستحيل القيام بانقلاب مؤيد للولايات المتحدة ومعاد للإسلاميين في الوقت الذي تؤيدهم فيه الولايات المتحدة.
من جانبه توقع المحلل السياسي لصحيفة هآرتس، تسفي برئيل، ألا تتأثر السياسة الخارجية التركية التي ترغب في استئناف استراتيجية العلاقات الجيدة مع جميع الجيران بمحاولة الانقلاب باستثناء العلاقات مع نظام الانقلاب العسكري في مصر والنظام السوري.
وقال برئيل إن المصالحة مع إسرائيل ستتأنف خلال الفترة القريبة بعد مصادقة البرلمان على الاتفاق الذي وقع معها، أما التوافق والمصالحة مع روسيا فسوف يعززان، ما أسماه، الحالة السوية الطبيعية التي عادت إليها تركيا بعد محاولة الانقلاب,
وفيما يتعلق بإيران أشار برئيل إلى أنه لا يتوقع تغيرا شاملا في العلاقة معها، لاسيما أن الرئيس الإيراني سارع بالتأكيد لنظيره التركي على وقوفه لجانبه، لكن الخلافات بينهما بشأن سوريا يتوقع أن تبقى كما هي.
وقال المحلل الإسرائيلي إن الخلافات بين تركيا والاتحاد الأوربي والولايات المتحدة التي دارت حول طبيعة الديمقراطية في تركيا وسياسة الحكومة التركية تجاه المعارضين، ستتزايد بسبب موجة التطهير التي تقوم بها الحكومة التركية وشملت اعتقال 20 ألفا من رجال الجيش والشرطة والقضاء والموظفين التهمين بالانتماء إلى تنظيم فتح الله جولن الذي يتهمه أردوغان بتدبير الانقلاب.
واستبعد برئيل أن تستحيب الولايات المتحدة للطلب التركي بتسليم جولن دون تقديم أدلة حقيقية على تورطه في محاولة الانقلاب أو القيام بأنشطة معادية للحكم.
وبحسب برئيل فإن الاقتصاد هو الذي سيحدد السياسة التركية تجاه الاتحاد الأوربي والولايات المتحدة وروسيا على الرغم من خلافاتها مع هذه الدول، لأن تركيا تحتاج إلى استثمارات أجنبية تؤدي إلى زيادة فرص العمل وتحسين دخل البلاد، وهو التحدي القادم الذي يواجهه أردوغان الي يرتهن حكمه لا بتطهير البلاد من خصومه فحسب بل بالحفاظ على صورته منقذ للاقتصاد.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!