علي دغيرمنجي – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس
قبل مئة عام بالتحديد، تمّ رسم خريطة الشرق الأوسط بما يتناسب مع المصالح الإنكليزية وأطماعها في هذه البوتقة. واليوم نجد أن هذه الخريطة يعاد رسمها من جديد. وبالتوازي مع إعادة الرسم، نجد أن الإرهاب يتعاظم في هذه المنطقة.
الدول الغربية تحاول أن تقضي على تنظيم الدولة الإسلامية التي تتعارض مع مصالحها في الشرق الأوسط.
إن ظهور تنظيمات إرهابية مثل داعش وغيرها سببه نظام الأسد. وأمام هذا الوضع الراهن، فإن الدول الغربية لن تستطيع عبر مقترحات سطحية أن تحقق الاستقرار في هذه المنطقة. فلا بد أن يدرج نظام الأسد ضمن الخطة المعدّة للإطاحة بتنظيم الدولة الإسلامية.
ولا ننسى أن ما يحدث اليوم في بلدة كوباني السورية، تعتبر من الأخطاء الاستراتيجية لقيادات "بي يه دي" التي تعتبر امتدادا لتنظيم حزب العمال الكردستاني "بي كي كي" في سوريا.
إذا كانت هناك خطة لتحقيق السلام وإحلال الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، فهذا لن يتم إلّا من خلال المصالحة بين تركيا التي تزعمت قوة المنطقة منذ مئة عام والشعب الكردي الذي ظل أسير القهر والعبودية منذ سنين طويلة في هذه المنطقة. فالتأثيرات السلبية لهذه الأحداث لن تضر نظام الأسد ولا الدول الغربية. لأن الغرب ونظام الأسد يسعيان لخلق الفوضى. لكن شعوب المنطقة ستذوق ويلات هذه المرحلة.
لقد تحدّثنا مع النائب البرلماني لمدينة ديار بكر عن حزب العدالة والتنمية "غالب أنصار أوغلو" مستجدات الأحداث في منطقة الشرق الأوسط. وقد سألته عن موافقة البرلمان التركي بـ " 298" صوت على المذكّرة التي تسمح للقوات المسلحة التركية بالقيام بعمليات خارج حدود البلاد. فأجاب قائلا:
"هناك مستجدات هامة في العراق وسوريا. إن تنظيم داعش يقوم بقتل المسلمين العرب والأكراد. وإنهم يشكّلون خطرا كبيرا على إرادة التغيير لدى شعوب المنطقة. على تركيا أن تكون مستعدّة لمواجهة هذا الخطر. وإن الغاية من هذه المذكّرة هي إتمام وتسهيل الاستعداد لهذه المواجهة. لا نستطيع أن نقف مكتوفي الأيدي حيال ما يجري من حولنا. فلا بد لنا من أخذ التدابير اللازمة للتصدّي لهذا التنظيم."
وفيما يخص الشأن الداخلي لتركيا، سألت السيد أنصار أوغلو عن مدى تأثير هذه الأحداث على عملية المصالحة الداخلية التي تجريها الحكومة التركية مع الأكراد، وهل للمجريات الخارجية تأثير سلبي على سير هذه العملية؟ ردّ قائلا:
"هناك تصريحات مختلفة باّن مسيرة المصالحة قد تتعرض للخطر سواء من عبد الله أوجلان او من قيادات تنظيم "بي كي كي" في قنديل. إن الوضع في بلدة كوباني له حساسية خاصة داخليا وخارجيا. هذا الوضع لا بدّ أن يخلق مشاكل على صعيد المصالحة الوطنية. لكن تركيا ليست مسؤولة عمّا آلت إليه الأوضاع في هذه البلدة. ففي هذا الصّدد قدّمت تركيا مقترحا بإقامة مناطق آمنة تستوعب المدنيين من الأكراد والعرب والتركمان لحمايتهم من القصف.
إلى جانب هذا فقد أعلن الرئيس رجب طيب أردوغان أن أزمة بلدة كوباني لا يمكن أن تتجزأ عن مسيرة المصالحة الوطنية. وكذلك تأكيدات رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو لرئيس حزب الشعوب الديمقراطية صلاح الدين ديميرطاش، بأن تركيا لا تريد أن تسقط بلدة كوباني بيد تنظيم الدولة الإسلامية. لكن هناك عوامل وأسباب خارجة عن إرادة وسيطرة الدولة التركية. إنّ أيّ اذيّة تلحق بالأكراد الذين يعيشون في كوباني، تزعج كل الأكراد وتبعث القلق لديهم. مما لا شك فيه أنّكم تعتقدون أنّ أحداث كوباني ستنعكس سلبا على مسيرة المصالحة، لكننا نسعى بكل جهودنا لمنع حصول مثل هذا الشيء.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مواضيع أخرى للكاتب
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس