كورتولوش تاييز – صحيفة أكشم - ترجمة وتحرير ترك برس
إن الصمت الذي التزم به سلاح حزب العمال الكردستاني وتوقف عمليات الحزب الإرهابية قبيل محاولة الانقلاب ليلة الخامس عشر من تموز/ يوليو يجب أن يقيم على أنه دليل على التعاون المشترك بين الحزب وبين جماعة فتح الله غولن الإرهابية، وأنه بالفعل دليل على أن حزب العمال الكردستاني على علم مسبق بخطة الانقلاب التي نفذتها عناصر جماعة غولن الإرهابية، فالقوة التي حركت جماعة غولن هي ذاتها التي أوحت لحزب العمال الكردستاني بالسكون والتوقف عن أعماله الإجرامية.
وإذا ما تذكرنا أقوال دوران قالقان أحد أهم الأسماء في حزب العمال الكردستاني التي قال فيها "لن يبقى لأردوغان وجود في شهر أيار/ مايو القادم" لوجدنا أنها دليل واضح على أن الحزب على علم مسبق بما يخطط له ويُحاك. عدم نجاح محاولة الانقلاب حال دون الكشف عن بقية الخطة الانقلابية وما كان سيحدث فيما لو نجح الانقلاب هل كانت ستخضع تركيا للأحتلال أم أن حرب داخلية كانت ستندلع لتجعل من تركيا سوريا وعراق جديدة أم أن الانقلاب كان سيكون انتقال سلس لتركيا جديدة. كلها تظل احتمالًا ولا شيء مؤكد.
لكن المؤكد والأكيد والذي يجب أن نتنبه له أن القوة التي جهزت ودفعت جماعة غولن إلى توجيه ضربة عسكرية لتركيا ليلة الخامس عشر من تموز/ يوليو هي ذات القوة التي أوقفت هجمات حزب العمال الكردستاني مؤقتا كجزء من الخطة الانقلابية وهي كذلك ذات القوة التي حركت حزب العمال الكردستاني مجددا بعد فشل الانقلاب ووجهت من خلاله الضربات للدولة التركية.
أما أولئك الذين قالوا إن توقف حزب العمال الكردستاني عن إرهابه هو دلالة على سعيه "إلى الخير" وأولئك الذين قالوا توقف إرهاب الحزب هو "ضرب من الحظ" ووجهوا الشكر للحزب الإرهابي هم في الحقيقة يسعون إلى التستر على العلاقات المشتركة التي تجمع حزب العمال الكردستاني الإرهابي مع جماعة فتح الله غولن الإرهابية والحقيقة أن كلا الطرفين على علاقات مشتركة ويجب تقييم الحدثين على أنهما حدث واحد.
فكل من "الحركة الكردية" و"حركة الخدمة" جزء من مشروع واحد هدفه النيل من تركيا، ففي حين تم تسويق جماعة غولن الإرهابية على أنها "حركة الخدمة" تم تسويق حزب العمال الكردستاني على أنه "الحركة الكردية" وتم تقويته وتغذيته على هذا الأساس.
والسبب الأهم خلف استمرار الإرهاب إلى هذا اليوم في تركيا هو عناصر هذه الشبكة التي تسربت وتغلغلت عميقا في كل أنحاء الدولة بشكل يسمح لها بالتبرعم والخروج مجددا، ولكن الآن أصبح واضحا أن الطياريين العسكريين التابعين والمرتبطين بجماعة فتح الله غولن الإرهابية لم ولن يوجهوا الضربات لحزب العمال الكردستاني ولن يلحقوا بهم الضرر ولو قدر ذرة. واصبح من الواضح كذلك ان هذه العناصر تقوض مشروع مكافحة الإرهاب وتتسبب في عدم نجاحه كما تعمل على تخريب أركان الدولة من الأسفل.
لا بد للدولة التركية أن تعيد قراءة حكاية "مكافحة الارهاب" وأن تعيد كذلك كتابتها من جديد. فخلف الاستفزاز المستمر في مناطق الجنوب شرقية تقف جماعة فتح الله غولن الإرهابية وهي ذاتها من يغذي ويدعم ويستخدم كذلك حزب العمال الكردستاني ضد الدولة التركية. وهذه الجماعة هي كذلك من يقف خلف الضربة التي وجهها حزب العمال الكردستاني للدولة التركية في السابع من حزيران/ يونيو.
أما محاولة انقلاب الخامس عشر من تموز يمكن تقيمها كذلك على أنها حملة من جماعة غولن الارهابية لإنقاذ حزب العمال الكردستاني، فمحاولة الانقلاب كانت ردا على رفض الدولة التركية الجلوس على طاولة المفاوضات مع حزب العمال الكردستاني الإرهابي الذي لم تعد ترى طائلا من محاولات الصلح معه.
إن أكبر مشروع عالمي يهدف للنيل من تركيا هو حزب العمال الكردستاني، وما التنظيم الموازي أو جماعة غولن الإرهابية وظهورها على الساحة إلا محاولة لإنقاذ الحزب الإرهابي وضمان لاستمرار وجوده. فشل محاولة الانقلاب في الخامس عشر من تموز كشف المستور وفضح جماعة غولن الارهابية وحزب العمال الكردستاني معا. ولا شك أن إمضاء وتوقيع هذين التنظيمين موجود تحت الكثير من الحوادث الغريبة التي ألمت بتركيا من حادثة إسقاط الطائرة الروسية إلى حادثة أولوديري المأساوية.
إن الهدف من محاولة انقلاب الخامس عشر من تموز هو انقاذ حزب العمال الكردستاني وبالتالي توجيه ضربة وتهديد وحدة الحدود القومية التركية. والآن بعد محاولة الانقلاب الفاشلة هذه لا شك أن الدولة التركية لا تفكر ولا ترغب بالحديث مع حزب العمال الكردستاني الإرهابي. لقد فشلت اللعبة الكبيرة، "الحركة الكردية" أو حزب العمال الكردستاني و"حركة الخدمة" أو جماعة فتح الله غولن الإرهابية كلاهما بلاء وإرهاب مستطير والسبيل لمكافحة هذين التنظيمين الإرهابيين واضح جدا.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس