ترك برس
عقد رئيس حزب الشعوب الديمقراطية "صلاح الدين ديميرطاش" مؤتمرا صحفيا في مقر حزبه بمدينة دياربكر جنوب البلاد. حيث سرد مجريات الأحداث في بلدة كوباني السورية وما تخللها من أحداث الشغب والاضطرابات التي حدثت مؤخّرا في الداخل التركي.
ففي بداية حديثه، استنكر ديميرطاش اتّهامات الحكومة وبعض الأطراف لقيادات حزبه باستفزاز وتحريض الأكراد ضد الدولة التركية. واعتبر هذه الاتّهامات الموجّهة ضدّ قيادات الحزب مجحفة وغير صحيحة، حيث قال "إنه من غير المقبول اتّهام حزبنا بالوقوف وراء هذه الاحداث بعد كل هذه الاضطرابات في منطقة الشرق الأوسط. فلا يجب أن ننسى الحالة النفسية للأكراد وخاصة أن أقربائهم يتعرّضون للمجازر في بلدة كوباني السورية".
كما انتقد رئيس حزب الشعوب الديمقراطية سياسات الحكومة التركية حيال مسألة المصالحة الوطنية، واتّهم قيادات حزب العدالة والتنمية بالمماطلة والتهاون في موضوع المصالحة. وأفاد أنّ هذا التهاون أثار سخط وغضب الشعب الكردي.
وقد ندّد خلال حديثه بالسياسات الخارجية للحكومة التركية. واتّهم الحكومة التركية بازدواجية المعايير وبالتمييز بين الطوائف السورية. حيث صرّح بأنّهم عقدوا عدة لقاءات من أجل إدخال بعض المساعدات الإنسانية إلى كوباني في حين أن الحكومة التركية أرسلت أكثر من 2000 شاحنة مساعدات إلى الطوائف السورية المختلفة. وأوضح بأن هذا التمييز انعكس سلبا على الداخل التركي.
من جانب أخر، أسند ديميرطاش أحداث الشغب الأخيرة في البلاد إلى امتناع الحكومة عن تقديم المساعدة لبلدة كوباني التي تتعرض لمجازر من قبل تنظيم داعش. وقال في هذا الصدد "توسّلنا للحكومة بأن تقدّم المساعدة للشعب الكردي الذي يتعرّض للإبادة في بلدة كوباني. وقلنا لهم بأن الأكراد يقاومون لوحدهم هذه الحملة الشرسة لمدة 25 يوما. كما نقلنا لرئيس الوزراء خطورة الوضع وقلنا له بأن الشعب الكردي بدأ بتململ من الوضع الراهن وحذّرناهم بأن مسألة كوباني لها تاثير مباشر لعملية المصالحة الوطنية".
واعتبر بأن تصريحات الرئيس رجب طيب أردوغان ساهمت في تضخيم غضب الشارع الكردي. وكان أردوغان قد صرّح بأن كوباني على وشك السقوط في يد تنظيم الدولة الإسلامية. وحول هذا الموضوع قال ديميرطاش "نحن لم ندعو إلى العنف وكانت دعوتنا سلمية. حيث قلنا للشعب الكردي بأن ينزلوا إلى الشوارع للتعبير عن استيائهم من امتناع الحكومة عن تقديم المساعدة للأكراد في كوباني. لكن تصريحات أردوغان الأخيرة زادت من حدة الغضب لدى الشعب الكردي".
وقد أكّد أن المتظاهرين الأكراد لم يقدموا على العنف، وأن أعمال التخريب الذي حصل ناتجة عن بعض المحرّضين الذين انخرطوا بين المتظاهرين. وشدد على أهمية قيام الحكومة بدورها في إلقاء القبض على هؤلاء.
وفي ختام حديثة نقل ديميرطاش رسالة من عبدالله أوجالان مفادها أن أوجالان أصرّ على متابعة لغة الحوار والتفاوض، موضحاً أنّه دعا عبر رسالته إلى نبذ العنف والاقتتال.
وتمنّى ديميرطاش أن تنتهي كل مظاهر العنف وأن يتكاتف جميع الأطراف من أجل مواجهة خطر الدولة الإسلامية.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!