ترك برس
قال الكاتب السعودي نائب رئيس تحرير صحيفة الرياض "أحمد الجميعة"، إن تركيا لن تتخلى عن مصالحها مع دول الإقليم، ولن تضحّي بعلاقاتها ومواقفها لخدمة ملالي إيران أو قياصرة الروس، وهي تدرك أن ما يفرقهما أكثر مما يجمعهما من مصالح.
جاء ذلك في مقال له بعنوان "تركيا بين الملالي والقياصرة"، أشار فيه إلى أن التقارب الروسي التركي الإيراني مثير في توقيته، وأجنداته، وتطلعاته، وأيضاً مستوى التنسيق العسكري لحسم الصراع في المنطقة، ولكنه في واقعه ليس على مسافة واحدة، أو رؤية مشتركة متطابقة، وتحديداً من أهم قضاياه المستعصية عن الحل، وهي القضية السورية.
وأوضح أن الروس لديهم هدف عسكري بالبقاء في المياه الدافئة (البحر المتوسط)، وسياسي بعدم التخلي عن حلفائها، واقتصادي بإعادة تلميع صورة السلاح الروسي وتسويقه، بينما إيران لديها أهداف إستراتيجية في ضم سورية إلى العراق ولبنان في مشروع تمددها الطائفي، وتصدير ثورتها، وإعادة حلم إمبراطورية فارس، أما تركيا بعد الانقلاب الفاشل هرولت مسرعة إلى البحث عن مخارج طوارئ لعزلتها، وتوجهت بإرادتها إلى روسيا وإيران وقبلهما إسرائيل.
واعتبر الجميعة خطاب تركيا السياسي جاء بعد الانقلاب مرتبكاً وانتقائياً في مسائل فرعية من القضية السورية، فهي مع الروس حول مستقبل الأسد، ومع توجهات إيران بعدم قيام دولة كردية لا في العراق ولا على الحدود التركية، ولكنها مع ذلك لا تزال في سباق مع الإيرانيين لكسب النفوذ على المنطقة، ولعب دور الضامن الإقليمي الجديد، حسب اعتقاده.
وشدّد الكاتب السعودي في مقاله على أن تركيا لن تتخلى عن مصالحها مع دول الإقليم، ولن تضحّي بعلاقاتها ومواقفها لخدمة ملالي إيران أو قياصرة الروس، وهي تدرك أن ما يفرقهما أكثر مما يجمعهما من مصالح، وبالتالي كدول خليج علينا أن لا نتخلى أيضاً عن تركيا بسهولة في هذا التوقيت أو غيره.
وأضاف: "إنما العقل والحكمة السياسية أن تبقى العلاقات الخليجية التركية على ذات المستوى من التعاون المشترك، والثقة المتبادلة، والعمل معاً ضمن التحالف الإسلامي لمكافحة الإرهاب، وتحقيق أمن واستقرار المنطقة، والتصدي للمشروع الإيراني الأخطر بإرهابه وطائفيته المسمومة، وعلينا أيضاً أن ننتظر أكثر ما تسفر عنه المواقف التركية الجديدة بعد الانقلاب؛ ليس فقط لنحكم على ما يجري، وإنما لنتحرك كدول خليج في الاتجاه الصحيح".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!