ترك برس
تلخص الموقف العراقي الحكومي حيال محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا ببيان الحكومة: "تظهر الحكومة العراقية الاحترام الكامل للمؤسسات التركية، وبناء على أسس العلاقات الجيدة وحسن الجيرة بين العراق وتركيا، فإن العراق تفضل عدم التدخل في الشؤون الداخلية لتركيا."
وأما القوى السياسية والمنظمات العراقية السياسية والاجتماعية الأخرى فقد اتخذت مواقف مختلفة عن الموقف الحكومي تجاه الانقلاب، على حد وصف أحمد عبد الله علي، الباحث في مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية "أورسام"، الذي أرجع هذا الاختلاف إلى التوتر السياسي العراقي الداخلي والعراقي التركي.
وفي إطار توصيفه لتقييم الأطراف السياسية العراقية للتطورات السياسية الخارجية في المنطقة، أكّد علي أن الاختلاف الكبير بين الأحزاب والمنظمات السياسية العراقية يعكس رؤى متضادة ومتباينة عن بعضها البعض، وفي ضوء هذا التمايز تُصنّف المواقف السياسية العراقية إلى 3 مجموعات.
الموقف الحكومي
أُعلِن الموقف الحكومي بعد يوم محاولة الانقلاب مباشرة، أي يوم السبت 16 تموز/ يوليو، حيث اجتمعت هيئة الأمن القومي برئاسة رئيس الوزراء حيدر العبادي، ونشر مجلس رئاسة الوزراء عبر موقعه الإلكتروني تأكيده "لاحترام الإرادة الشعبية التركية ودعم الحكومة التركية، مع تأكيده على احترامه لكافة المؤسسات الحكومية في تركيا."
وأشار المجلس في بيانه إلى أن "العراق يتمنى استقرار تركيا ولا يرغب بأن ينتج عن الأمر سيل للدم التركي."
كما صرحت وزارة الخارجية العراقية بأن "المسألة هي شأن تركي داخلي. أمن المواطنين مهم جدًا، ويجب احترام الديمقراطية التركية ويجب على مؤسسات الدولة التركية حماية العلاقات التركية مع الدول الجارة والمجتمع الدولي."
يشير علي في مقاله لمركز أورسام "العراق ومحاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا" إلى أن تصريحات كلا الطرفين عامة وتتجنب إبداء موقف واضح، موضحًا أن قناة العراقية التابعة للحكومة العراقية "نشرت أخبارًا كاذبة فيما يتعلق بتفاصيل محاولة الانقلاب، ولكن الحكومة العراقية غضت النظر عن ذلك"، وهذا يعكس احتفاء بعض المؤسسات الحكومية في العراق بمحاولة الانقلاب، ولكن بعد تبيّن فشلها سارعت الحكومة العراقية إلى نشر تصريحات معتدلة بعيدة عن الدعم أو الاستنكار الكامل للمحاولة.
القوى السياسية
تبنّت التيارات والقوى السياسية العراقية مواقف مختلفة عن موقف الحكومة. يشير علي إلى أن موقف الأحزاب الشيعية المتعصبة كان سريعًا وعاطفيًا وغير متزن، في حين غرّد النائب التركماني جاسم محمد جعفر قائلًا "إن محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا، هي محاولة لتدمير الحكومة التركية الشرعية، ولم تُظهر الحكومة العراقية الموقف المناسب إزاء هذه المحاولة."
وبحسب علي، فإن قوى التوافق العراقي عبّرت عن استنكارها لمحاولة الانقلاب بشكل واضح ومنتقد للحكومة، أما الحزب الديمقراطي الكردستاني فقد أبدى موقفًا معارضًا لمحاولة الانقلاب أوضح من موقف حركة التغيير "غوران" والاتحاد الوطني الكردستاني.
الموقف الشعبي
تعليقا ً على الموقف الشعبي، يقول علي إن وسائل التواصل الاجتماعي أظهرت انقسامًا في الموقف الشعبي تجاه محاولة الانقلاب، إلا أن أعداد مؤيدي الانقلاب فاقت أعداد المعارضين له، واصفًا المؤيدين بأنهم يتحركون بعاطفة بعيدة عن التفكير العقلاني فيما يتعلق بإمكانية تعرض المصالح العراقية القومية للتهديد في حال نجاح محاولة الانقلاب.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!