ترك برس
أوضح الكاتب والمحلل السياسي التركي مصطفى أكيول، أن التطهير الذي يجري في تركيا على خلفية محاولة الانقلاب الفاشلة، لا يستهدف معاقبة كل معارض، ولكنه يستهدف تفكيك الوجود الخطير لأنصار منظمة فتح الله غولن (الكيان الموازي) داخل جسم الدولة التركية ومؤسساتها.
وأشار أكيول في مقال بصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، إلى أن الأتراك تمكنوا من تجنب هجوم على ديمقراطيتهم ممثلا بالمحاولة الانقلابية الفاشلة التي لو نجحت لأدت إلى حكم البلاد بنظام عسكري قاسٍ، بل وربما أدت إلى حرب أهلية، حسبما أوردت "الجزيرة نت".
وقال إن الناس في تركيا سعداء لتمكنهم من التغلب على آثار محاولة الانقلاب الفاشلة التي شهدتها بلادهم منتصف يوليو/تموز الماضي. وأضاف أن كثيرين خارج تركيا كانوا قلقين على مرحلة ما بعد المحاولة الفاشلة أكثر من وقت وقوعها الدامي الذي أسفر عن مقتل أكثر من 250 شخصا.
وأوضح أن أكثر ما أثار القلق لدى الغرب هو قيام الرئيس التركي وحكومته بتطهير البلاد من الانقلابيين في أعقاب المحاولة الفاشلة، حيث تم تعليق حال ثمانين ألف موظف بالخدمة المدنية، وأكثر من ألفين منهم من القضاة أو أعضاء بالنيابة العامة.
ونسب إلى وزير العدل التركي القول في وقت سابق من الشهر الجاري أنه سيتم الإفراج عن نحو 38 ألف سجين من السجون التركية، وذلك لأجل توفير مساحة للسجناء الجدد. وتساءل: هل أردوغان يسحق معارضيه أم أنه يواجه خطرا حقيقيا في البلاد؟، وفقا للجزيرة نت.
وقال الكاتب إن حزب الشعب الجمهوري المعارض أيد أردوغان في الإجراءات التي اتخذها في أعقاب المحاولة الانقلابية الفاشلة، إن زعيم الحزب زار أردوغان في قصره الرئاسي للمرة الأولى، وإن الخصمين المتنافسين تحدثا معا بشأن المسيرة المليونية المناهضة للانقلاب.
وأضاف أن المحاولة الانقلابية أرادت تمزيق الديمقراطية التركية، لكنها أدت إلى تعزيز العزم لدى الأتراك، وأن الإسلاميين والعلمانيين والقوميين الأكراد في تركيا أصبحوا اليوم موحدين للمرة الأولى منذ عقود.
وأشار إلى أن أنصار المعارض فتح الله غولن المقيم بولاية بنسلفانيا الأميركية متغلغلون في الشرطة والقضاء والجيش التركي، وأن ولاءهم لحركتهم المعارضة وليس للدولة، وأنه من المرجح أن أنصاره في الجيش هم من قاد المحاولة الانقلابية الفاشلة.
كما دعا الكاتب أردوغان إلى كبح جماح بعض أنصاره في ما يتعلق بملاحقة المعارضة، وقال إنه ينبغي للرئيس أردوغان استمرار العمل مع المعارضة الرئيسية التي تتفهم مدى الخطورة التي يشكلها أنصار غولن، ودعا كذلك إلى الحذر إزاء أي تجاوزات في هذا الصدد.
وقال أيضا إنه ينبغي للغرب أن يفهم أن ما يجري في تركيا ليس من باب النزعة الاستبدادية لدى أردوغان، بل هو متعلق بتهديد حقيقي تواجهه تركيا، وهو الذي ظهر جليا بوجهه الدموي منتصف الشهر الماضي.
وأضاف أكيول أن تركيا تتعرض لهجمات إرهابية متكررة من جانب تنظيم الدولة الإسلامية والمقاتلين الأكراد، وأنها تحتاج إلى ناقدين أصدقاء وليس ناقدين عدوانيين، وأضح أن على الغرب أن يمد يد الصداقة إلى تركيا، وذلك من خلال فهم ما يجري هناك، ومن ثم تقديم المشورة المناسبة بشأن حقوق الإنسان وسيادة القانون.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!