ترك برس
بدأت معاناة أهالي مدينة دياربكر في جنوب شرق تركيا منذ عام تقريبًا، حين حفر عناصر حزب العمال الكردستاني خنادق في المدينة وأعلنوا الاستقلال الذاتي، مراسل الجزيرة ترك عبد القادر كونوك سفر نقل تفاصيل من معاناة الأهالي في تقريره "هُناك سيدة يملأ الدمع مقلتيها".
ينقل كونوك سفر عن الأهالي أن معاناتهم بدأت منذ أن عمل عناصر حزب العمال الكردستاني على حفر الخنادق وإعلان الاستقلال الذاتي، الأمر الذي اضطر الجيش لإعلان عملية "الخندق" العسكرية وإعلان حظر تجول، مما جعل الأهالي بين مطرقة الإرهابيين وسندان محاولة القضاء عليهم.
لم يُرفع حظر التجول عن بعض المناطق إلا قبل شهر، وخلال تلك الفترة الطويلة اضطر الكثير من سكان المناطق التي شهدت اشتباكات ساخنة إلى الانتقال إلى مناطق أخرى لأكثر من 260 يومًا.
تقول إحدى نساء المدينة المكرهات على الخروج منها: "تركنا بيتنا قبل 9 شهور. عدنا اليوم ولكن ما إن دخلنا شارع بيتنا حتى استنشقنا الكثير من الروائح الكريهة الناتجة عن تسرب مياه الصرف الصحي وعفن بعض أجساد الحيوانات النافقة وعفن البيوت لقاء عدم الجلوس بها طيلة هذه المدة الطويلة.
وقالت المرأة التي لم تتمالك دموعها بالقول: "لم نستطع دخول شارعنا إلا من خلال سدّ أنوفنا. فساد الأطعمة في الثلاجات تسبب في خروج روائح كريهة. خرجت من البيت ولم أفصل الكهرباء عن الثلاجة حيث قلت لنفسي إنني سأعود بعد يومين بالكثير، ولكن مضى الكثير ولم نعد إلا اليوم."
وأضافت: "قطعت الكهرباء عن المنطقة، وفسدت الأطعمة الموجودة في الثلاجات التي باتت المصدر الأساسي للعفن،" مضيفة والحزن بادٍ عليها: "لم نستطع الانتهاء من سداد أقساطها بالكامل بعد."
يُذكر أن عملية الخندق العسكرية بدأت في 11 أيلول/ ديسمبر العام الماضي، وتم فرض حظر تجول وطُلب من الأهالي مغادرة بيوتهم، ومع إعلان الداخلية التركية انتهاء بعض مراحل العملية، بدأ رفع الحظر بالتدريج، ويطالب الأهالي العائدون الحكومة التركية بالاستعجال في تطبيق برنامج التأهيل المدني والاجتماعي الذي وعدت بتطبيقه لخدمة الأهالي المنكوبين لقاء الحرب على الإرهاب.
وفي هذا الصدد، قال المواطن فضلي كاتشيك إن "كل ما أتمناه في هذه الحياة، هو الحصول على عمل يكفي لي ولأولادي ومنزل متواضع أسكن به وعائلتي. فقدت عملي في إحدى الشركات الخاصة نتيجة تركي للمدينة مضطرًا. اضطررنا للمغادرة، لأننا استيقظنا في صباح أحد أيام كانون الأول/ ديسمبر على صوت انفجار مدوي وكأنه في منزلنا، وأعقب هذا الانفجار وابل من الرصاص. خفت على عائلتي وأيقظتهم جميعًا وهربنا بصعوبة إلى خارج المدينة ودون حمل أي شيء سوى الملابس التي كانت تسترنا، ونتيجةً للحظر الذي تم فرضه بعد ذلك لم نتمكن من العودة سوى اليوم."
ومن جهته، أفاد المواطن أ.د. بأن "الإرهاب هو السبب الرئيس لما يعاني منه الأهالي، ولكن هناك الكثير من الأمور التي تقع على عاتق الحكومة أيضًا، أهمها هو توفير المساعدة العينية والمادية للمواطنين المنكوبين حتى يصلح حالهم ويتمكنوا من العودة إلى حياتهم الطبيعية."
وعبر د. عن غضبه الشديد إزاء الساسة الذين يتاجرون بالقضية الكردية، مشيرًا إلى أنهم جميعًا يقولون "نحن نعمل من أجل الشعب الكردي"، ولكن عند النظر إلى الحقيقة نجدهم جميعًا يعيشون في فلل مطلة على الفرات وبعيدة جدًا عن المناطق التي نعيش فيها، فلا يشعرون بنا ولا يعلمون حالنا، ولا يأتون هنا إلا بكاميرا الدعاية السياسية التي تصوّرهم على أنهم المنقذون، بل هم الكاذبون الذين يأتون للاتجار بدمائنا، ولن أنسى يومًا ما قاموا به بالتعاون مع الإرهابيين بدعوى حقوقنا، أي حقوق تلك التي تبعدنا عن بيوتنا وديارنا؟
وأعرب د. عن أمله في التحرك العاجل للحكومة لتأمين المياه والكهرباء للمواطنين الذين عادوا إلى ديارهم، مشيرًا إلى أن المواطنين يعتمدون على مياه المسجد لتنظيف بيوتهم، ولكن الشتاء قادم ولا بد من وجود كهرباء لوقاية أنفسنا من البرد القارص...
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!