ترك برس
تخلل قمة العشرين المنعقدة في الصين، ما بين 4 إلى 5 أيلول/ سبتمبر، عدد من اللقطات الكوميدية التي أثارت الاستغراب والضحكات. ومن ناحية أخرى، قرأ أكاديميون وباحثون رسائل جديدة في كل مشهد من مشاهد القمة.
في هذا الصدد، أشارت الكاتبة التركية سلفا تور إلى أن الرسالة الأهم للقمة هي أن كل القوى الفاعلة على الساحة الدولية كشفت عن عدم رغبتها في قيادة أمريكا للعالم بوسائل عديدة، وذلك في مقالها على الجزيرة ترك "الخاسرون والرابحون في قمة العشرين".
وفي سياق ما ذكرت تور في تحليلها، فقد أكد الرئيس الصيني شي جين بينغ، أثناء خطابه في القمة على أن العالم يريد نظامًا عولميًا عادلًا قائمًا على انضمام جميع الدول دون السيطرة الفردية لدولة ما، مضيفًا أن دول قمة العشرين ترغب في تقاسم الإدارة الاقتصادية للتمويل بشكل نشط، أي أنها تريد إنهاء سيطرة الدولار الأمريكي على نظام التمويل العالمي وتحويله إلى نظام تمويل تشاركي.
مشروع "الحزام الواحد ـ الطريق الواحدة"
تحاول الصين حسب تور كسر الاحتكار الأمريكي للأسواق العالمية من خلال مشروع الانفتاح العولمي الذي أطلقت عليه مشروع "الحزام الواحد ـ الطريق الواحد" "أوبور" الذي يضم 33 دولة نامية وناشئة على رأسها منطقة وسط آسيا وتركيا.
أشارت تور إلى أن تركيا من خلال هذا المشروع هي إحدى الدول التي خرجت رابحة من قمة العشرين، منوّهةً إلى أن الصين تسعى لبناء هذا المشروع بتعاون اقتصادي تقدر ميزانيته بحوالي 21 ترليون دولار، وبما أن تركيا إحدى الدول المذكورة داخل المشروع، فإن نصيبها من التعاون المتوقع في إطار المشروع المذكور سيكون مُجديًا.
ويُخطط أن تشرع الصين في تنفيذ مشروعها بحلول عام 2020 على أن تواصل تمويل العمليات الاقتصادية في إطاره حتى عام 2050، حسب تور التي تشير إلى أن الذراع البري للمشروع سيستند على طريق الحرير القديمة التي تمتد من الصين وحتى تركيا، حيث تسعى الصين لإنشاء 3 خطوط للسكك الحديدية المستخدمة لنقل السلع على امتداد الطريق والطرق التجارية الفرعية الأخرى، وتُقدر الاستثمارات في الممر الأوسط الذي يشمل تركيا 8 ترليون دولار.
ووفقًا لتور، فإن الخط يهدف إلى ربط منطقة تركستان الشرقية شين جيانغ الصينية بعواصم دول وسط آسيا لتصل لأذربيجان ومنها للمناطق ذات الكثافة التركية في إيران، وسينتهي في إسطنبول، مما يعني بأنها ستكون نقطة توزيع تجارية هامة في مشروع أبور.
وأشارت تور إلى أن حوالي 7 آلاف كيلومتر من الخط ستمر بمناطق تتحدث اللغة التركية، ما يعني فرص عمل للمواطنين الأتراك الذين سيكون بمقدورهم العمل في أي نقطة من نقاط الخط التي تتحدث اللغة التركية، فضلًا عن النمو التجاري والتبادل التكنولوجي ووسائل المواصلات المتطورة التي ستخدم الرؤية التركية التي تسعى إلى النمو والتنمية.
صورة توضيحية لخط المشروع
ستغير هذه الاتفاقية حسب تور اتجاه البوصلة التجارية لتركيا الموجهة منذ عام 1947 نحو الغرب، ويُعد هذا التوجه الاقتصادي ذو الاتجاه الواحد من الآثار السلبية لاتفاقية الناتو التي اضطرت تركيا للإعراض عن أي اتفاقية سياسية أو اقتصادية تخالف السياسة الأمريكية، ولكن مع إظهار نيتها الصريحة تنويع تعاونها الاقتصادي مع جميع الدول بعد عام 2005، أصبحت تركيا تُشكل مركزًا تجاريًا جاذبًا للكثير من المشاريع الدولية، وآخرها مشروع أبور الذي تلعب فيه تركيا دورًا أساسيًا، فهي ممر الصين نحو الشرق الأوسط والغرب، ممّا يصعّب مهمّة تخمين مقدار الدخل الهائل الذي ستجنيه تركيا نتيجة ذلك.
هذا وقد عُقدت قمة العشرين في مدينة هانجو الصينية ما بين 4 إلى 5 سبتمبر، وشاركت فيها الدول ذات الاقتصادات الأكبر في العالم، والتي تسيطر على ما نسبته 80% من حجم التجارة العالمية.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!