تشاري إرهان - صحيفة تركيا - ترجمة وتحرير ترك برس
كان موضوع محاربة الإرهاب في العالم من أهم المواضيع التي طرحت في قمة مجموعة العشرين هذا العام في الصين، وهذه المجموعة أسست من أجل تقييم التطورات الإقتصادية في العالم.
وكان موقف تركيا واضح جدا بهذا الخصوص، فقد أكد الرئيس أردوغان مرارا وتكرارا إلى ضرورة محاربة الإرهاب باتحاد كل الدول مجتمعة، فالدول الكبرى حتى الآن لا تتخذ مواقف جادة ضد الإرهاب والتنظيمات الإرهابية بل تتخذ مواقفها حسب مصالحها الشخصية ولهذا فإنه من المستحيل التخلص من بلاء الإرهاب بهذا الشكل، وتركيا واحدة من الدول النادرة التي تحارب ثلاث تنظيمات إرهابية في الوقت نفسه، فهي تحارب تنظيم غولن الإرهابي المتغلل في مفاصل الدولة والذي حاول الإنقلاب على الحكومة الشرعية المنتخبة، وتحارب من جهة أخرى تنظيم بي كي كي، ومن جهة ثانية تنظيم داعش.
ورئيس الجمهورية أردوغان قد دعا الرئيس الأمريكي أوباما للتعاون على القضاء على تنظيم غولن وداعميه في الخارج، لكن حتى الآن لم نتلقى منه أي جواب إيجابي، والإدارة الأمريكية تلف وتدور، وتقول دائما بأن تركيا صديق وحليف مهم لنا، إذا لماذا لا تلبي مطالب تركيا المحقة؟.
في الحقيقة تعيش أمريكا مرحلة صعبة، فهي لا تستطيع القول بأن تنظيم بي ي دي تنظيم إرهابي، مع أن هدف هذا التنظيم تقسيم وحدة الأراضي السورية بإنشاء كوريدور كردي في الشمال السوري، ولهذا وبسبب عدم انسحابه من مدينة منبج والتراجع لشرق نهر الفرات فقد دعمت تركيا الجيش الحر بعملية "درع الفرات" من أجل القضاء على داعش و لإيقاف مخططهم، لكن أمريكا و تنظيمي بي ي دي وي بي غي لم يتحملوا نجاح هذه العملية.
وبدوره شرح الرئيس أردوغان في قمة العشرين ماذا ستقوم به تركيا في سورية بالتفصيل:
تركيا تستخدم حقها المشروع في الدفاع عن نفسها من تنظيم داعش حسب مواثيق واتفاقيات الأمم المتحدة، فهي مع وحدة الأراضي السورية وهي لاتريد لأي تنظيم إرهابي أن يضر بهذه الوحدة، فهي تريد أن يعم السلام والإستقرار بأسرع وقت في سورية، وتركيا الدولة الوحيد التي تصر مرارا وتكرار على إنشاء منطقة آمنة في الأراضي السورية وأكدت على هذا في قمة العشرين مرة أخرى، وبشكل عملي فإن عملية درع الفرات سوف تشكل عاملًا مهمًا في تشكيل هذه المنطقة الآمنة، لكن المطلوب بعد موافقة مجلس الأمن القانونية على هذه المنطقة الآمنة وإعلانها بشكل رسمي، هو حماية المنطقة من داعش وبي ي دي، وتطبيق حظر جوي من طيران الأسد، وتسكين الناس الفارين للدول المجاورة فيها، ودعم المنطقة دائما بالمساعدات الإنسانية.
وعلى مجلس الأمن أن يتخذ زمام المبادرة في سورية وأن لا يغض الطرف عن المطلب التركي بإنشاء هذه المنطقة الآمنة، لأن هذه فرصة لا تعوض وبقبوله سوف ينهي مأساة شعب إنسانية دامت 6 سنوات، والزعماء المشاركين في قمة العشرين يتفقون مع الدولة التركية في هذا المطلب وهذا الشيء يسهل من سرعة إتخاذ قرار في مجلس الأمن.
تركيا بعملية درع الفرات قد وضعت أمام زعماء قمة العشرين الحل البديل من أجل حل الآزمة السورية، فقد فعلت ما لم يفعله تحالف أكثر من ستين دولة منذ سنين، فعلته في أسبوعين ونجحت به، ومن الضروري الانتباه لهذا الإنجاز.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مواضيع أخرى للكاتب
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس