محمد عبد العظيم - خاص ترك برس
اقتحمت مكة ودمرت الكعبة واحتلت المدينة ونبش قبر النبي صلى الله عليه وأخرج جسده الطاهر وديست مقدسات الإسلام بأحذية الصليب!!! لكم أن تتخيلوا أن كل هذا كاد أن يحدث بالفعل لولا أن سخر الله للأمة هذا البطل الذي ردع أحفاد الصليب وقهر أبناء أبي لؤلؤة المجوسي فما قصة هذا البطل؟! وكيف أنقذ الله به الإسلام؟! وما قصة رسالة الأفيون؟! ولماذا اتجه سليم الأول نحو مصر والشام؟
السلطان سليم
سليم الأول ابن بايازيد الثاني ابن محمد الفاتح ولد سنة 874 هجرية 1470م وتولى الحكم بعد أبيه 918 هجرية 1512م وقد كانت لهذا السلطان صفات خاصة فقد كان قويًا شديد الحسم ولُقّب بالقاطع والكاسر والحاسم . بعد أن تولى سليم الأول الحكم غير حركة الفتوحات الإسلامية من أوروبا إلى الشرق لمواجهة الخطر الصفوي الشيعي وردع الهجمة الصليبية على مقدسات الإسلام سليم الأول والشيعة!!! الدولة الصفوية الشيعية في إيران أسّسها اسماعيل الصفوي على المذهب الشيعي لتكون خنجرًا مسمومًا في ظهر الإسلام.
وقد ارتكب الصفويون جرائم بشعة في حق الإسلام والمسلمين، فاحتلوا العراق وفارس وأذربيجان وقتلوا مئات الألآف من المسلمين السنة، ومارس إسماعيل الصفوي أشد أنواع التعذيب ضد السنة لإجبارهم على اعتناق مذهبه الخبيث ثم بدأ يشعل الفتن داخل الدولة العثمانية لتفكيكها وإضعافها، وقد وصل به الإجرام أن يتحالف مع الصليبيين ليسهّل لهم الدخول إلى مكة والمدينة لنبش قبر النبي صلى الله عليه وسلم وتوجيه ضربة موجعة للدولة العثمانية، وأمام هذا الفجور والإجرام أرسل السلطان سليم الأول رسائله للصفوي يهدّده ويتوعده ويطالبه بالرجوع عن أفعاله إلا أن الصفوي استهزأ بالسلطان واستمر في إجرامه وأرسل له رسالة بها قطعة من الأفيون كنوع من السخرية فجهّز سليم الأول جيشا قوامه مئة ألف مقاتل واتجه به إلى إيران والتقى بالجيش الصفوي في جالديران في الثاني من رجب لعام 920 هجرية الثالث عشر من آب/ أغسطس 1514 ميلادية واستطاع سليم الأول بفضل الله أولا ثم استعداداته الجيدة ثانيا، أن يدك حصون الصفويين وينتصر عليهم ويدخل عاصمتهم تبريز.
سليم الأول والمماليك ودخول مصر والشام
لم تكن الدولة العثمانية كما تصورها مناهج التاريخ الكاذبة التي تدرس لأبنائنا الآن إنما كانت تسعى لبسط النفوذ الإسلامي وإقامة الشريعة السمحاء في كل ربوع العالم ولم يكن الصدام مع المماليك من أجل مطامع دنيوية كما يذكر أعداء الدولة العثمانية والحقيقة أن العثمانيين اصطدموا مع المماليك لعدة أسباب... ضعف دولة المماليك وتحالفها مع الصفويين الشيعة... تفشي الظلم بين أهالي مصر والشام ووصول رسالات الاستغاثة من علماء مصر والشام إلى السلطان سليم تطلب منه المجئ لرفع الظلم وتطبيق الشريعة التي أهملها المماليك... عدم تصدى المماليك للخطر البرتغالي مما اضطر السلطان سليم للتدخل لإنقاذ العالم الإسلامي ولذلك وقع الصدام واستطاع العثمانيون أن ينتصروا على المماليك في معركتي مرج دابق 1516 والريدانية 1517 ومنذ ذلك التاريخ تحولت خلافة العالم الإسلامي إلى العثمانيين سليم وردع الصليبيين وحماية قبر النبي!!!
حامي حمى الإسلام ومنقذ قبر رسول الله لو لم يكن لسليم الأول غير إنقاذه لقبر النبي لكفاه فقد تصدى للمؤامرة الصليبية لمهاجمة مقدسات المسلمين، ففي القرن السادس عشر وضع البرتغال الصليبي مخططا خبيثا يقوم على ”دخول البحر الأحمر وإقليم الحجاز واحتلال ميناء جدة ثم الزحف إلى مكة واقتحام المسجد الحرام وهدم الكعبة المشرفة ثم الزحف إلى المدينة المنورة ونبش قبر النبي صلى الله عليه وسلم وبعد المدينة يتم التوجه إلى تبوك والانطلاق من تبوك لبيت المقدس والسيطرة على المسجد الأقصى وبذلك تقع مقدسات المسلمين ومساجدهم الثلاثة في يد الصليبيين، وبالفعل بدأ البرتغاليون بقيادة هنري الملاح في تنفيذ مخططهم الخبيث وحاولوا السيطرة على البحر الأحمر تمهيدا للدخول إلى الحجاز إلا أن الله سخّر لهذه الأمة السلطان الحاسم سليم الأول ليذود عن مقدسات الإسلام فأصدر أوامره للأسطول الإسلامي بمواجهة سفن الصليب فاستعدت البحرية الإسلامية العثمانية في البحر الأحمر واستطاع العثمانيون إحكام السيطرة على البحر الأحمر من ناحية مصر واليمن حتى وصل الأمر بالعثمانيين لمنع أي سفينة مسيحية من العبور منه، وتم التصدي بنجاح لهذه الحملات الآثمة وأنقذ العثمانيون مقدسات المسلمين قبل أن تقع في أيدي الصليبيين.
سليم الأول ومسلمو الأندلس
بعد رسالات الاستغاثات المتكررة التي جاءت من مسلمي الأندلس بعد وقوعهم تحت مقاصل محاكم التفتيش المجرمة أرسل السلطان سليم رسالة إلى قائد أسطوله عروج يطلب منه تنفيذ مهمة يستحيل أن يقوم بها بشر وكانت المهمة باختصار تقوم على اقتحام الأسطول الإسلامي للبحار والكفار وتدمير مراكز القوى النصرانية في البحر المتوسط والوصول إلى قلب إسبانيا وإنقاذ مسلمي الأندلس من محاكم التفتيش وعلى الرغم من استحالة المهمة إلا أن عروج استطاع أن ينفذ المهمة بإتقان وأنقذ أكثر من سبعين ألفًا من الاندلسيين.
وفاته
بعد أن قضى سليم الأول حياته كلها جهادا في سبيل الله صعدت روحه إلى بارئها سنة 1520م 926 هجرية وتولى من بعده أسطورة من أساطير الحكم الإسلامي السلطان الذي اتسع حكمه لثلاث قارات سليمان القانوني.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس