ترك برس
رأى الكاتب والباحث السوري "عمر كوش"، أن عملية "درع الفرات" التي أطلقتها القوات التركية شمال سوريا، قد تفضي إلى مصالح متضاربة ما بين تركيا والولايات المتحدة الأمريكية، خاصة فيما يتعلق بوحدات حماية الشعب الكردية (الذراع السوري لحزب العمال الكردستاني).
وأشار كوش، في مقال نشرته الجزيرة نت، أن العملية العسكرية مرتبطة بحسابات السياسة من خلال التفاهم مع القوى الدولية والإقليمية، لذلك فإن إبعاد تنظيم الدولة عن الحدود التركية يخدم كل القوى، وخاصة الولايات المتحدة وروسيا.
وأوضح أن هدف أنقرة الإستراتيجي والرئيسي من عملية درع الفرات، هو منع حزب الاتحاد الديمقراطي الذراع السوري لحزب العمال الكردستاني في تركيا من السيطرة على شمالي سوريا، وفرض كيان أو دويلة تمنع تركيا من التواصل الجغرافي مع سوريا والبلدان العربية.
واعتبر كوش أن القيادة التركية تركز على السيطرة الكاملة على الحدود بين تركيا وسوريا، وتريد الاستفادة من نجاح فصائل الجيش السوري الحر الميداني، كي توسع العملية، وهو أمر طرح خلال لقاء الرئيس الأميركي بارك أوباما مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال قمة العشرين في بكين.
حيث تناقلت وسائل الإعلام التركية، أنه عندما قال أوباما "يجب أن تنسحب وحدات حماية الشعب من مدينة منبج، وأن تبقى العناصر العربية في جيش سوريا الديمقراطي فقط"، أجابه أردوغان بالقول "إذا انسحبت تلك الوحدات، فإن هذا يعني أن فصائل الجيش السوري الحر ستدخل منبج دون قتال".
وشدّد كوش أن القيام بعملية درع الفرات، بعد التغيرات في السياسة الخارجية التركية، جاء كي يدخل تركيا بقوة في القضية السورية، وخاصة من خلال دعم فصائل الجيش السوري الحر وتثبيته في المنطقة الحدودية، وجعل من تركيا جزءا مؤثرا وفعالا في التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة، الأمر الذي غير مواقف القوى في شمالي سوريا.
وأضاف: "بات حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي من أكبر الخاسرين، وأظهر أن حساباته وطموحاته تفتقر إلى الواقعية، حيث تمادى في التوسع إلى مناطق في غرب نهر الفرات، فوقع في المحظور، وبات عليه أن يتراجع إلى مناطق شرق الفرات، حسبما طالبته الولايات المتحدة الأميركية".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!