محمد بارلاص – صحيفة صباح
هل يا ترى نولي اهتمامًا كبيرًا بأمريكا؟
بالطبع لأن الاستخفاف بها أصبح سلوكًا غير منطقي. كما لا يمكننا تجاهل تأثيرات هذه الدولة العظمى على سياستنا الداخلية والخارجية بوصفها قائدة للتحالف الذي نعد جزءًا منه منذ سنوات الحرب الباردة. علاوة على معرفتنا التامة بتأثير واشنطن المهيمن أثناء الانقلابات العسكرية التي أحبطت بفضل ديمقراطيتنا على الأقل.
حتى وإن أبدينا اهتمامًا ولكن...
من مصلحتنا التعامل بتوازن عند القيام بذلك.
لأنه مثلما يصاب الإنسان بالارتباك كذلك الدول قد تختلط الأمورعليها أيضًا.
وفي ظل ظروف كهذه فإن أقوى الدول يمكن أن تفقد مصداقيتها نتيجة أخطاء غير متوقعة.
ويتجلى ذلك في وسط هذه الارتباك الأمريكي الحالي.
وبالتالي ألم تظهر التناقضات بين القرارات الأمريكية المتخذة وتصريحات الرئيس أوباما المنتهية ولايته، مدى هذا الارتباك الكبير؟
تناقضات أوباما
ومثال على ذلك استنكار أوباما لإسرائيل في كل مناسبة وحديثه عن عرقلة السياسة السلمية التي يتابعها نتنياهو.
وفي الوقت نفسه أعلنت الولايات المتحدة عن قرارها دعم إسرائيل بأسلحة تبلغ قيمتها 34 مليون دولار.
ومثال آخر ليس لديها أي مانع من التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى والدخول في مأزق نتيجة لذلك. وبالمقابل ألم يأتي أوباما إلى بريطانيا ووقف إلى جانب كاميرون في حملة الاستفتاء المتعلقة بعضويتها في الاتحاد الأوروبي؟
بينما تظهر ردود فعل حازمة في حال تأثير روسيا من دون قصد على انتخابات الرئاسة الأمريكية.
وبالتالي فإن عملنا ليس سهلًا على الإطلاق.
لأن من الواضح لنا عجز الارتباك الأمريكي عن الاختيار بين تركيا حليفتها في الناتو والتنظيمات الكردية الإرهابية، وإيوائها لأتباع تنظيم فتح الله غولن أو عجزها عن اتخاذ قرار يتعلق بمن ستمنحه مزايا الموصل في العراق؟
ومما يؤكد صعوبة عملنا... ضرورة تقديمنا العون لها بدلًا من الغضب من أكبر حلفائنا. بسبب احتمال استمرار هذا الاتباك لديها عقب انتخاب رئيس جديد. وظهور هذا الاحتمال على نحو أكبر من خلال الحملة الانتخابية التي أبعدتها عن جوهرها.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس