وداد بيلغين - صحيفة أكشام - ترجمة وتحرير ترك برس
في الآونة الأخيرة كثر الكلام عن هذا السؤال، هذا بسبب سياسات أمريكا المتبعة في سورية والعراق ودول أخرى، فأنا أقوم في هذه المقالة بإظهار إنتقاد ورفص تركيا لسياسات أمريكا في الشرق الأوسط.
ما أصل هذه السياسات؟ من الضروري ملاحظة أمر مهم وهو أن النظام الغربي الاستعماري والفترة المغلقة التي خلفها على مر العقود أدى إلى نشوء دول قومية، أدت إلى تكوين مرحلة تغيير جديدة للتخلص من هذا النظام الإستعماري، وبدوره كان الربيع العربي حافزا لتحرك القوى الديموقراطية وبدأت بالتحرر من النظم العربية الديكتاتورية التي يتحكم بها الغرب وأخذت لنفسها منحى جديد ديمقراطي.
التنظيمات المجزئة ضد الدولة القومية
قد يشكل سير الشعوب على طريق الديموقراطية مصدر قلق لدى الغرب فهذا الطريق يحرر الشعوب من وصاية الغرب وسيطرته ويؤدي إلى إيصال الشعوب إلى مصالحهم الوطنية، فكل التدخلات التي حصلت على مصر،سورية،العراق،اليمن،و أفغانستان قد جعلت تركيا عرضة لهجمات الإرهابيين وخصوصا ماجرى من محاولة تنظيم غولن الفاشلة لقلب نظام الحكم.
النظام الغربي على علم بعدم إيقاف هذه النهضة في الشرق، ومايريده الغرب فعله هو فرض هيمنته على الشرق الأوسط ومحاولة منع إنهيار هذه الهيمنة، مع العلم أن ثروات الشرق الأوسط لا تعد ولاتحصى من مصادر للطاقة، واحتياطي البترول و رؤوس الأموال وأسواق المال العالمية،فالغرب يخاف من ضياع هذه الثروات من يديه.
إذا كيف يخططوا لفعل هذا؟ هيمنوا على منطقة الشرق الأوسط باستخدام الدول القومية، وتبديلها بدول تعتمد على مفاهيم دينية وعرقية ومذهبية، فإدعاءات الغرب بالديموقراطية والحرية هي إدعاءات كاذبة،فهم يبنون قواعد هذه الدول على هذه الأسس والقواعد ، ولهذا السبب فإن حماية وحدة أراضي العراق وسورية أمر مهم وضروري جدا.
زوال هيمنة الغرب
المشكلة تكمن بأن تركيا لم تخضع للغرب رغم كل المحاولات والجهود، فتركيا هي ميراث الإمبراطورية العثمانية ، وتركيا ناضلت ضد الغرب ونالت إستقلالها وفي السنوات الأخيرة وبقيامها بالإستفتاءات الديموقراطية غيرت مفهوم الصراع بين الشعب والدولة إلى مفهوم الدولة الديموقراطية القوية.
شكل سياسية تركيا الجديدة لن تكون متعلقة بالغرب،لن تكون بتمجيد الغرب بل ستكون تركيا مستقلة بسياساتها وهذا لايعني تهميشها للغرب بل علاقتها مغ الغرب هي علاقة مبنية على الرفض والمقايضة، وبالمقابل فإن رد أمريكا والغرب كان بتحالفهما مع التنظيمات الإرهابية مثل بي كي كي وبي ي دي وهنا تكمن المشكلة.
فسياسة أمريكا الجديدة هي التعاون مع التنظيمات الإرهابية التي هي عدوة تركيا من أجل الهيمنة على الشرق الأوسط.
ألا يدل هذا على أهمية سياسة تركيا الخارجية مع الغرب المبنية على الإستقلال والذاتية وعدم الخضوع للغرب؟
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس