نهاد علي أوزجان – صحيفة ملييت – ترجمة وتحرير ترك برس
لا يعد ما يحدث في الشرق الأوسط مصيرا مجهولا وفرصة ومخاطرة بالنسبة إلى الدول فقط، إنما بالنسبة إلى العناصر الخارجية الدول أيضاً. حيث يستفيد حزب العمال الكردستاني من هذا الوضع ويستغل الفرص أيضاً للحصول على حصته. إن ما يحدث في العراق وسورية قد يعد قوة ومشروعية بالنسبة إلى تنظيم بي كي كي الإرهابي, لكن الانتخابات الأمريكية والسياسة التي تتبعها حكومتها تزيد أمور التنظيم تعقيداً. على الرغم من الإحصائيات التي تشير إلى العمليات الإرهابية بأن أعدادها قليلة, إلا أن البيانات السياسة تبدو أكثر غموضاً وصعوبة.
بي كي كي مشغول جداً في الأيام الأخيرة على جبهتي سوريا والعراق, بعد أن ربط كل آماله المستقبلية بهما. حيث خصّص معظم قوته للحفاظ على سورية الشمالية ,وحصار الرقة, والعراق. بينما تحافظ مدة وتكلفة العملية على مجهوليتها, ثمة مسألة أخرى وهي كيف ستؤثر السياسة التي ستتبعها الحكومة الأمريكية الجديدة في سوريا على بي كي كي وحزب الاتحاد الديمقراطي؟.
إلى جانب ما يحدث في سورية والعراق, فإن الحكومة التركية تستمر بالضغط على بي كي كي. وتبدو أنها مصممة على نشر وزيادة حجم هذا الضغط أكثر، وخاصةً في مجال العنصرين الرئيسين بالنسبة إلى بي كي كي ألا وهما الإنسان والتمويل.
ما زالت عمليات استهداف المسلحين في الجبال والمدن جارية. بينما تحد الظروف الموسمية من حرية تحرك عناصر بي كي كي, تقوم العناصر الأمنية باستخدام التكنلوجيا زيادة عن بي كي كي وتكبده خسائر كبيرة. يبدو أن هذه العمليات ستستمر حتى نهاية شهر مارس القادم.
تعرض بي كي كي لخسائر كبيرة خلال العمليات في العام الماضي، انقطع الدعم المباشر والفيزيائي لبي كي كي. لم يستطع التنظيم تحويل الأزمة التي خلفتها محاولة الانقلاب التي تعرضت لها تركيا في 15 يوليو/تموز إلى فرصة لاستغلالها. يمكن أن يكون الوضع الأمني للحرب الأهلية في سورية والعراق, وأجوائها الاجتماعية والنفسية, وهجمات السيارات المفخخة بمثابة وسيلة فعالة، لكن على الرغم من كل شيء, سيقلل الدمار الذي تسببه مثل هذه الهجمات من دعم الشعب لبي كي كي, ويتسبب بالخوف وردود أفعال سلبية بدلاً من إنهاك الحكومة التركية.
يبدو أن النشاطات التي يقوم بها تنظيم بي كي كي أدت إلى خسارة البلديات التي تعد أكبر مصادر التمويل للتنظيم. ويبدو أنه لا مفر لبي كي كي من الأزمة المالية وخسارة اعتباره أيضاً. المقصودين من الخسارة ليسوا العناصر المسلحين فقط. إنما انخفاض القوة المكتسبة, والأموال التي تُدعم بها الكتل الجماهيرية المتعاطفة مع التنظيم, والعاملين في الجبهات أيضاً.
إن مواجهة بي كي كي هي مسألة تأسيس حكومة، حيث يعتمد النصر على اختيار الشعب لطرف معين كسُلطة مشروعة. فهذا يعني تعيين وصي للبلديات, وإضعاف قوة التنظيم وتأثيره على الشعب. وبالأخص مراقبة الدعم المادي القادم من الحكومة المركزية والدول الأخرى أيضاً, وقطع الدعم المادي بعد اكتشاف الشبكات التي أنشأها التنظيم لتحويل هذه الأموال, وإنهاء العلاقات بين بي كي كي والكتل الجماهيرية المتعاطفة معه والتحكم بهذه الكتل أيضاً. إن الهدف من قتل بي كي كي لمحافظ منطقة "ديريك", محمد فاتح صافي ترك" هو تغيير هذه اللوحة ونشر الخوف والرعب, وإفشال جميع التطورات الأخيرة.
كتاب "الأمر ليس كما تعرف" يعطي طريقة جيدة للحكومات لمراقبة الأموال المستخدمة في إنشاء المدن من جديد. واتجاه هذه الأموال ومصدرها وموردها. ويعتبر مصدر تمويل, قوة, ومشروعية لتنظيم بي كي كي
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس