يحيى بوستان - ديلي صباح - ترجمة وتحليل ترك برس
في وقت سابق من هذا الشهر زار رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية، الجنرال جوزيف دانفورد، العاصمة التركية أنقرة في زيارة مفاجئة، وعقد اجتماعا استمر خمس ساعات مع مسؤولين أتراك من بينهم رئيس الأركان، الجنرال خلوصي أكار، وتركزت المباحثات على عملية الرقة من بين عدد من القضايا المهمة.
وفيما يلي بعض المعلومات عن الاجتماع: أبلغ الأمريكيون المسؤولين الأتراك أن عملية الرقة، على غرار معركة الموصل، ستكون هجوما من مرحلتين: المرحلة الأولى التي تهيئ لعزل المنطقة المستهدفة ستنفذها قوات سوريا الديمقراطية " قسد" التي تضم مقاتلين من وحدات الحماية الشعبية، وزعموا أن الجهد المبذول لعزل المنطقة يجب أن يبدأ فورا لمنع أعضاء داعش الذين يغادرون الموصل من دخول الرقة. وعلاوة على ذلك تعهد الأمريكيون باحترام رغبات تركيا في المرحلة الثانية من العملية بعدم السماح لمقاتلي وحدات الحماية الشعبية بدخول الرقة. وقال مسؤول أمريكي للأتراك "إن المقاتلين العرب ضمن قوات سوريا الديمقراطية سيدخلون مركز مدينة الرقة، ويمكن أن ترافقهم قوات من الجيش السوري الحر تختارونهم إذا رغبتم في ذلك". وقد وصف مسؤولون أتراك اقتراح الولايات المتحدة بأنه جديدر بالاهتمام. وقال مسؤول تركي رفيع "إن استعداد واشنطن لاحترام أولويتنا قوبل بإيجابية، فقد كان من المنطقي أن يؤدي عزل المنطقة إلى إيقاف تدفق مسلحي داعش من الموصل إلى الرقة". كان الأتراك يرغبون في عملية مشتركة مع الولايات المتحدة لتحرير الرقة.
بعد فترة وجيزة ترك المقاتلون العرب قوات سوريا الديمقراطية، ما يشير إلى وجود خلافات مع قوات الحماية الشعبية، وبعبارة أخرى لم يعد هناك مقاتلون عرب للانضمام إلى المرحلة الثانية من عملية الرقة، الأمر الذي يطرح سؤالا عما إذا كان يجب على وحدات الحماية الشعبية أن تقاتل إلى جانب الجيش السوري الحر عندما يحين الوقت.
لنعد خطوة إلى الوراء، ونركز على المسألة الثانية التي برزت خلال اجتماع الجنرال دانفورد مع الأتراك، وهي الوضع في منبج. في الأشهر الأخيرة دعت تركيا مرارا إلى طرد وحدات الحماية الشعبية، التي تعدها منظمة إرهابية، من الجانب الغربي لنهر الفرات. هذا المطلب صرح به عدد من المسؤولين الأتراك من بينهم الرئيس، رجب طيب أردوغان، وردا على ذلك زعمت إدارة أوباما أن قوات الحماية الشعبية قد غادرت منبج بالفعل، وهو أمر لم تتمكن الاستخبارات التركية من التحقق منه بشكل مستقل. في الاجتماع الذي عقد في أنقرة أُبلغ وفد الولايات المتحدة مرة أخرى أن على وحدات الحماية الشعبية أن تغادر منبج دون مزيد من التأخير. وعدت الولايات المتحدة بأن يتم الانسحاب في غضون أسبوعين. ووفقا لمسؤول تركي رفيع المستوى، "فإن الأتراك أخذوا تعهد الولايات المتحدة بشكوك كبيرة، حيث إنها لم تف بكثير من الوعود في الماضي" في النهاية أثبت الزمن أن تركيا على حق، فقد بدأت وحدات الحماية الشعبية التقدم في اتجاه مدينة الباب، إلى جانب العودة إلى الجانب الشرقي لنهر الفرات.
كانت هناك أيضا مشاكل تتعلق بجهود تحرير مدينة الباب، فعندما طلبت تركيا غطاء جويا من واشنطون، رفض المسؤولون الأمريكيون تقديم المساعدة، مشيرين إلى قرب المنطقة المستهدفة جغرافيا من حلب. وذكر مسؤول تركي رفيع أن الأمريكين أوضحوا أن واشنطن ليس لديها أي نية في إهانة دمشق موسكو. ونظرا لفشلهم في الحصول على دعم الولايات المتحدة، فقد قرر الأتراك أن يستمروا بأنفسهم.
كانت المسألة الأخيرة التي ناقشها الجنرال دانفورد والوفد التركي الوضع في شمال العراق. كان لأنقرة طلبان: الأول أن الحشد الشعبي يجب أن يبقى بعيدا عن تلعفر، والثاني أنه لا يجب السماح لحزب العمال الكردستاني بإقامة قاعدة عسكرية في سنجار. في النهاية وضعت الجماعتان خططا لضرب تلعفر، وتمكنتا من السيطرة على مطار محلي.
ما النتائج التي استخلصها الأتراك من أحدث التطورات في سوريا والعراق؟ هذه فترة صعبة لا يفي فيها الحلفاء بتعهداتهم لبعضهم بعضا، وفي ظل هذه الظروف ليس لدى تركيا من خيار سوى اتخاذ إجراءات من جانب واحد مثلما فعلت في عملية درع الفرات.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس