سيما نعناعة - خاص ترك برس
لكل بلد حول العالم أولمبياته الخاصة والتي تختلف عن غيرها من الدول وتبدو غريبة إلى حد ما. منها الأولمبيات الرياضية، أولمبيات الطعام، التكنولوجيا و.. و.. وتطول القائمة.
أمّا في تركيا، فتوجد "الأولمبيات البرلمانية"، فهي تختلف عن غيرها وربما تبدو الأغرب من نوعها، تزعج البعض وتضحك البعض الآخر، لكنها أولمبيات في نهاية المطاف.
أولـمـبـيـات بـرلـمـانـيـة
شهد البرلمان التركي الكبير هذا الإسبوع عدداً من الأحداث الغريبة، أشبه بأولمبيات برلمانية، عقب مشاجرة جرت بين أعضاء حزب "العدالة والتنمية" الحاكم، وحزب "الشعب الجمهوري"، حزب المعارضة الرئيسية، مساء الأربعاء، وذلك لاختلافهم أثناء التصويت على بعض مواد الدستور الجديد، الذي طُرح للتصويت مؤخراً في البرلمان.
كـلـب داخـل الـمـجـلـس
في خضم هذه الأولمبيات والتسابق على مركز الأكثر غرابة، أحضر صباح اليوم الجمعة، "محمود طنال"، نائب الحزب الجمهوري، كلبه "دوري" معه، إلى مجلس البرلمان التركي الكبير.
وأفاد "طنال" للصحافة أمام البرلمان، قائلاً، "الكلب سيدخل إلى المجلس وإلى كل مكان." مشيراً إلى أنّ مقياس الحضارة في كل دولة، يكون وفقاً لطريقة تعاملها مع الحيوانات، بحسب موقع "صون هبر".
مـمـنـوع دخـول الـكـلاب
جاء ذلك رداً على لافتات رفعها أعضاء من حزب العدالة والتنمية داخل البرلمان، أمس الخميس، وكتب عليها "ممنوع دخول الكلاب"، كما دلت الصور وذكرت وسائل إعلامية تركية.
ولكن المقصود من ذلك، لم يكن الكلاب الحقيقية، بل كان احتجاجاً رمزياً على حادثة "عضّ"، لتعرض لها أحد نوابهم من قبل أعضاء الحزب الجمهوري، أثناء مشاجرة البرلمان التي حدثت في اليوم السابق، الأمر الذي أثار سخط الكثيرين واستغرابهم.
عـضّـة بـرلـمـانـيـة
كان "ارم اردم \ Erem Erdem"، نائب الحزب الجمهوري، استغل الفوضى والمشاجرة داخل المجلس، وعضّ "محمد بلاط"، نائب العدالة والتنمية، عضّة مؤلمة تسببت بتقرح ساقه ونزفها، وفق ما أفادته صحيفة "صباح" التركية، ولكن الاسم يبقى غير مؤكداً.
لـقـاحـات ضـد الـكـلـب
ما يزيد الأمر طرافة، هو كيف تعامل "بلاط" مع "العضّة"، وكتب عبر حسابه "تويتر"، "لا تقلقوا يا أصدقائي، فقد قمت بجميع اللقاحات اللازمة."
ولكن المشاجرة لم تكتفي عند هذا الحد وحسب، بل قام أعضاء من الحزب الجمهوري باحتلال المنصة البرلمانية.
وقال النائب "أوزغور أوزال"، وهو يتكلم من على المنصة، "هذه المنصة هي منصة الشعب"، ودعا بقية النواب للإنضمام إليه.
وبدأت على إثرها المقاعد تتطاير بالهواء، ونشبت مباريات اللكم والرفس، حسب ما أفاد أحد نواب العدالة والتنمية في مقابلة على قناة "إن تي في NTV" التركية.
وكـسـر أنـف آخـر
بين لكمة وأخرى كسر أنف "فاتح شاهين"، نائب رئيس مجموعة حزب "العدالة والتنمية"، ونقل إلى المستشفى.
هذا واستمرت المشادات الكلامية والجسدية، على الرغم من جميع المداخلات التي أبداها رئيس المجلس، "إسماعيل كهرمان"، بحسب صحيفة "صول".
لتضيف بذلك حادثة أخرى، غريبة من نوعها، وتجدر أن تكون ضمن قائمة "أولمبيات البرلمان التركي".
مـا وراء الـسـتـار؟
فيما نتسائل عن السبب وراء هذه المشاجرات والمشادات التي شهدها البرلمان، فهو أحد مواد الدستور الجديد، المادة الرابعة على وجه التحديد، كما أفادت وسائل إعلام تركية.
إذ اعتراض أعضاء الحزب الجمهوري على المادة الرابعة، والتي تتعلق بتغييراسم ومضمون مادة "مدة انتخابات البرلمان"
وفي سياق هذا التعديل أصبح اسم المادة المذكورة "مدة انتخابات البرلمان ورئيس الجمهورية".
فـي آن مـعـاً
بحسب ما أفاد موقع "NTV"، أنه بناءً على التغيير الجديد، ستكون مدة كل من الانتخابات البرلمانية والرئاسية عبارة عن 5 سنوات.
أي ستكون مدة الانتخابات البرلمانية 5 عوضاً عن 4، أمّا الرئاسية فستبقى كل 5 سنوات من دون تغيير.
بالإضافة إلى توقيت الانتخابات، حيث تنص المادة على دمج التصويت على الانتخابات البرلمانية والرئاسية في وقت واحد، ويذهب الناخبين إلى صناديق الاقتراع في اليوم ذاته.
مـرة أخـرى
هذا فضلاً عن تمديد مدة "ترشح النواب"، الذين لم يعودوا قادرين على الترشح مرة أخرى لكرسي البرلمان، وذلك وفقاً للقوانيين الدستورية التي تسمح ترشحهم دورتيّن انتخابيتيّن فقط.
وأخيراً، طرح التصويت على انتخابات رئيس الجمهورية مرة أخرى، في حال لم يتمكن من الحصول على الأغلبية المطلوبة في المرة الأولى، وذلك وفقاً للأصول.
وهكذا تبقى تركيا تمر بأوقات عصيبة مع إشراقة كل يوم جديد، وربما سيستمر ذلك لغاية انتهاء التصويت على مواد "الدستور الجديد"، وحسم الأمر.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!