ترك برس - ديلي صباح
كشفت دراسة أجرتها إدارة الكوارث والطوارئ التركية "آفاد" أنّ واحدة من كل ثلاث نساء سوريات لجأن إلى تركيا قد فقدت أحد أقربائها في الحرب.
بدأت تركيا باستضافة آلاف اللاجئين السوريين الذين مزّقتهُم الحرب والهاربين من عُنف الحرب الأهلية، واستمرت بذلك مع صعود تنامي تهديد الدولة الإسلامية (داعش)، في حين لم يُسلّط الضّوء على كثير من أوجه القسوة الّتي يُعانيها اللاجؤون السوريون بعد لجوئهم.
وجدت آفاد الّتي ركّزت على النّساء بين اللاجئين السوريين في دراستها أنّ معظم النّساء يواجهن مشاكل نفسية، حيث تُعاني واحدةٌ من كلّ ثلاث نساء من فُقدان زوج و/ أو طفل و/ أو قريب آخر في الحرب. كما على النّساء اللواتي يُحاوِلن علاج جراحهنّ في تركيا - الّتي يعتبرنها ملاذاً آمناً - أن يتعاملن مع المصاعب التي يُواجِهنَها.
في مُحاولة لترك آلام الماضي، تُحاول النّساء السوريات أن يَعِشن حياتهنّ في المخيّمات التي أقامتها آفاد والّتي تتلقّى مساعدات من جمعيات خيرية مختلفة.
وزّعت آفاد استبياناً على 2700 من النساء السوريات، اللواتي يعيش 1500 منهنّ في مخيّمات مخصّصة لهنّ. في حين تسكن بقية المستطلعة آراؤهنّ في عدد من المدنٍ الرئيسية. وجمعت الدّراسة بياناتٍ عن وضعهم الاقتصادي والاجتماعي وإيوائهم وأمنهم وتعليمهم وصحّتهم.
وكشفت الدّراسة أنّ النّساء يشكّلن غالبية السكان السوريين المقيمين في تركيا وأنّ أكثر من نصفهم أعمارهم بين 19 و54 عاماً. كما أظهرت النّتائج أنّ هؤلاء النّساء ليست لديهنّ وظيفة، وبالتّالي لا يمكنهنّ كسب عيشهنّ. مع ذلك، كشفت الدّراسة أيضاً أنّ النّساء السوريات اللواتي لجأن إلى تركيا يُفضِّلن عدم العمل.
وجدت الدّراسة أنّ 64% من المشاركات كُنّ أُمّيات، وأنّهنّ قلقات بشأن مستقبلهنّ. ويعتقِدن أنّه ينبغي تقديم برامج تعليمية وعلاجية ووقائية ونفسية وبرامج لتحسين البيئة الاجتماعية. كما أخبرن "آفاد" بأنّ أغلب أطفالهم يُعانُون من اضطرابات في النّوم أيضاً.
وأشار البحث إلى أنّ جميع النّساء المستطلعة آراؤهم تقريباً راضياتٌ بترحيب الحكومة التّركية بهنّ، وأنهنّ مُمتنّاتٌ لجميع الخطوات التي اتخذتها الحكومة لتسهيل ظروف أفضل بالنّسبة لهنّ.
وفي الوقت نفسه، حذّرت وزيرة السياسات الاجتماعية والأسرة "عايشة نور إسلام" النساء السوريات في مخيمات اللاجئين يوم الخميس من الزواج المُبكّر والمُتعدّد.
قالت إسلام لمراسل وكالة الأناضول: "إنّنا نٌعلّمهم التّقاليد التركية (عن الزواج). نحن نعلّمهم أنّه من غير القانوني في تركيا الزّواج تحت سنّ 18 عاماً وأنّ هناك عقوبة لذلك". وأوضحت أنّ النّساء السوريات في المخيّمات يتلقّين تعليماً عن مضارّ الزّواج المُبكّر والمُتعدِّد.
وأضافت قائلة: "نحن نعمل سويةً مع صندوق الأمم المتحدة للسكّان ومع وزارة إدارة الكوارث والطوارئ على هذا الموضوع ونحاول أن نوسّع برامجنا في هذا المجال".
تصريحات الوزيرة إسلام جاءت في وقت اختارت فيه غالبية اللاجئات السوريات الزّواج من تركي على أن تكون زوجة ثانية أو ثالثة. الأمر الذي علّقت عليه الوزيرة بقولها: "هذا يتناقض مع الضّيافة التّركية. مسؤوليتهم بالنّسبة لنا هي مسؤوليتنا، مسؤولية العائلات التركية والرجال الأتراك".
وقالت إسلام: "يجري الآن توزيع نحو مليون منشور بلغات مختلفة عن حقوق المرأة في تركيا وذلك لرفع مستوى الوعي".
وفي سياق منفصل، أشارت الوزيرة إلى أنّ الأتراك لا يمكنهم تبنّي طفل سوري من مخيّم للاجئين، موضحةً أنّ "من غير الممكن تبنّي الأطفال. لأنّنا (في البداية) بحاجة إلى اتّفاقيّة دولية لذلك".
وأضافت قائلة: "نحن نأخذ الأطفال السوريين المتروكين تحت حمايتنا بعد التّأكّد من أنّهم ليس لديهم أسرة. لدينا نحو 70 بيتاً في تركيا نستضيف فيها الأطفال. وقد يزداد عدد هذه البيوت في المستقبل القريب".
وقالت الوزيرة إنّ هناك بيتاً خاصاً للأطفال يجري بناؤه في غازي عنتاب جنوب شرق تركيا. مضيفةً: "نملك موارد مالية كافية لبناء مزيد من هذه البيوت".
وفقاً لتقرير جامعة هاجيتيبه في أنقرة الصادر في تشرين الأول/ أكتوبر 2014، تستضيف تركيا 1.5 مليون شخص، منهم 1.4 مليون شخص يعيشون خارج المخيمات الرسمية. وحسب أرقام وزارة الداخلية التركية، فإنّ 72 من المحافظات التركية الـ81 تستضيف الآن سوريين فرّوا من بلادهم بسبب الحرب.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!