منصور أكجون - -صحيفة قرار - ترجمة وتحرير ترك برس
قال وزير الدفاع الأمريكي "جيم ماتيس" في تصريح له حول محاربة تنظيم داعش في مدينة الموصل: "أعتقد أن هذا الصراع سيظل مستمرًا لفترة من الزمن، ولكننا سنقف بجانب بعضنا البعض"، وذلك أثناء زيارته لبغداد يوم الاثنين الفائت.
وعلقت صحيفة واشنطن بوست على ذلك بقولها: "إن العراقيين أصحاب التفكير المنطقي يمكنهم طرح سؤال، وهو لماذا ينبغي اعتبار الإدارة الأمريكية شريكا هاما وهي تمنع جميع العراقيين من وطء الأراضي الأمريكية بأقدامهم؟".
في الحقيقة من الصعب جدا أن تتفق وتتعاون مع أناس لا تريد مجيئهم لبلدك حتى وإن كانوا سياحًا، فكيف لك بالتعاون معهم في الحرب على الإرهاب، نعم من الممكن أن تتعاون معهم لكنك تنجبر على ذلك للضرورة.
ومن جهة أخرى فإن صحيفة واشنطن بوست لم تسلط الضوء على العلاقات الأمريكية العراقية فقط بل تطرقت إلى موضوع مهم جدا يتصدر دائما في الأجندة التركية ألا وهو ضرورة التأكيد على منع استبدال التنظيم الإرهابي المراد التخلص منه بتنظيم إرهابي آخر.
وفي دراسة لمعهد الدراسات الحربية في واشنطن، تحدثت الدراسة عن تقوية تنظيم القاعدة أثناء محاربة تنظيم داعش ولفتت النظر إلى مسألة التستر عن الأسباب المؤدية لظهور الإرهاب وتطرقت إلى أن ذلك من الممكن يؤدي إلى انقسامات مذهبية، ولم يستطع رئيس الوزراء "العبادي" رغم كل جهوده ونواياه الحسنة التي بذلها من إزالة هذه المسألة عن الوجود.
وحسب الصحيفة فإن لأوباما نصيب كبير من الوضع التي آل إليه العراق لكن بالنسبة للرئيس الجديد ترامب فقد عقد المشكلة وصعب الأمور منذ توليه، واتركوا قرار ترامب بمنع دخول المواطنيين العراقيين إلى أمريكا وانظروا إلى تصريح ترامب الفاضح باستعداده للاستيلاء على منابع النفط في العراق ولهذا فإن قسم كبير من العراقيين طالب مؤخرا بخروج الجيش الأمريكي من العراق.
ومن جهة ثانية يتأثر الكفاح ضد داعش في العراق سلبا، ومن جهة أخرى فإن اقتراب إيران من العراق يؤدي إلى عدم استقرار الأخير، ونأمل من إدارة ترامب عدم تكرير أخطاء ونواقص الرئيس السابق أوباما لكي لا ينجر العراق أكثر إلى المجهول، ولاننسى بأن أمن العراق من أمن تركيا.
إن عدم استقرار العراق وتقاربه الشديد من إيران يؤثر علينا سلبا.
وبطبيعة الحال فإن لدى العراق مشاكل تكفيه، وتأتي الإدارة الأمريكية الجديدة وتخلق له مشاكل أخرى لا يستطيع التخلص منها بسهولة، ولن يستطيع العراق بهذا الحفاظ على وحدة أراضيه، وستزداد تهديدات حزب العمال الكردستاني الانفصالية أكثر، ومن الممكن أن يؤدي ذلك إلى تغيير نتائج الحرب ضد داعش والقاعدة وتغيير مسارها.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مواضيع أخرى للكاتب
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس